الخميس 4 مايو ذكرى مولد خير بشرية الفنّ القَصصى فى مصر والعالم العربى والشرق الأوسط.. عام ماذا.. ؟
لايهمّ.. ماذا يعنى العُمر.. وعدد السنين.. ماذا تضيف.. ولازلنا نحب لك أيها الإنسان وأنت ماتزال تحيْا.. تحب وتكره.. تفرح وتبكى.. تبنى وتهدم.. الخ
ماذا تضيف الأرقام فى حياة القلب مادام بين الجفنين يترقرق دمعا.. بهجة أو وجعاً..!
ماجدوى تِعداد العمر.. وأنت تَعش الحياة حياة..؟
وهاهى شخوص يوسف ادريس تتحرك.. وتتحاور.. وتشجى الروح.. وتنام وتصحو فى أيام حيواتها.. وتموت وتعش فى عوالمها بين أحضاننا كَلما.ً. وحرفاً.. وأسود سطراً..!
ويأتى مايو ليتوّج مصر بتشيخوف الأدب العربى فى فن القصّ.. ويولد فنان.. مقاتل.. مُبدع.. طائر محلّق فى سماوات الإبداع.. مُتحديّاً غيوم الأرض.. مُصارعاً لريح الربّ فى تزمّت بشر.. وسلفيّة حواديت.. يَعصف فى قلمه.. ويوجع فى إصرار رأيه..!
معكم فقط.. مجرد أتوجراف..
أتذكر.. وأتساءل ونفسى المهترئة.. وتشوّه إبداعى الأعرج.. الذى لايشفع له إلا أمل فى غد خلق فنى يثير حِسّاً.. ويحى الروح قليلاً من سكون تلوّث أرض.. لتنتظر نوارس الفجر.. تنتشى وهى تترقّب نسمة نشوة فنيّة.. لهو طفل يهرب من زبد موج لحفر وجبال رمل..!
ففى أوّل إبداعاته.. مجموعته القصصية الأولى.. ( أرخص ليالى ).. يقف سداً منيعاً أمام كبار الكتاب وجهابذة اللغة العربية وسدنة النقد وعلماء اللغة..
وكثيرون غيرهم.. يطالبونه بحذف حرف اليْاء من العنوان.. ليصبح ( أرخص ليال).. اتباعاً لقواعد النحو واللغة.. بدلاً من( أرخص ليالى )..
ومن كان يتقدم هذا الجمع العظيم.. تصوّرا..؟
عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين..!
وماذا يفعل الفنان.. وهو لا يملك غير موهبة من ربّ.. وثورة روح.. ونداء غيْب.. و
وماذا فعل الفنان الثائر.. والمُبدع الحائر.. وصاحب مدرسة الفنّ والحياة..!
يصرّ على مايؤمن به.. وفى تحدّ صارخ.. يقف أعلى إبداعه الهرمى.. ويصرخ:
ـ لا..
أنا أنطقها هكذا.. وإننى مُلتزم فى كتاباتى..؟
بأى شيء أيّها المُبدع الحر.. وكل كتاباتك تحرّر حياة.. وتجاوز كل حدود عوالم البشر..!
يواصل عناده.. بل إيمانه بموهبته.. وعظيم ثقته فى فنه:
ـ أنا ملتزم بقواعد الحياة.. وليس بقواعد النحو..!
رغم أن حذف الياء لن يضيف.. أو ينقص من المعنى شيئاً..!
أىّ ثقة.. وأىّ ايمان بسحر فنه.. ودوام تأثير نشوة الخلق الفنى بأرواح متابعيه..!
وذاك المبدع.. المخلّد بيننا.. المؤمن بقواعد الحياة.. هى نفسها الحياة التى ضنّت عليه فى مصر إلا بجائزة الدولة التقديرية..!
وماذا تعنى الجوائز لإسطورة فن..؟ بل هى التى تزدان بشرف حمل إسمه.. وليس العكس..!
وهذا شأن آخر..!
هل يمكن لواقع الحياة فى مصر.. يلتفت إلى أعمال الفنان الكبير والكاتب الأثير..؟
من أضاف لمصر فخراً وعِزّة.. وللعرب إنجازا وأثرا فى مقدمة طابور قوتها الناعمة.. فما شابهه.. ولا ماثل حرفه.. ولا جاوز فى الإبداع أحد.. يبدع فناً..!
هل يمكن..
فتعيد وزارة الثقافة ممثلة فى هيئة الكتاب.. أو الثقافة الجماهيرية.. أو وزارة التربية والتعليم.. أوالقطاع الخاص.. فيتم إعادة طباعة كتبه بأسعار زهيدة.. أو حتى توزّع مجاناً مع الاصدارات المختلفة كما تفعل الآن دار الهلال ومجلة المصور أسبوعيا.. مع اصداراتها القديمة..!
هل يمكن..
أن نهدى شباب مصر من أرقى فنون الإبداع المصرى على مدى التاريخ..
لست أدرى..!
لست أدرى..!
*****