منهك منذ سنوات.. أصابنى الإعياء.. قبل زمن
وتمكنت منى الحمى.. حتى فارقت الجسد وهو فى حالة يرثى لها.. لم يسعفنى الطبيب ولا الحبيب
وبقيت وحدى.. ألفظ الأنفاس الأخيرة بعنف
حتى انتهت الأنفاس..
وغادر الناس
ونسوا أمرى.. وتناسوا غيابى.. فساءنى.. أننى لم أجد لى مكانا فى ذكراهم
الليلة عند منتصف الليل.. زوجتى.. نائمة
وابنتى الكبرى تدرس بتركيز شديد.. لم تنتبه حتى أننى من أقلب لها صفحات الكتاب على الأسئلة التى اطلعت عليها سلفا فى مكتب المدير المغلق..
ولم تنتبه أننى همست فى أذنها فى الامتحان وأخبرتها الإجابة الصحيحة
ولدى العزيز ياسر.. كان يحاول التدخين للمرة الأولى.. وقتها أطبقت يدى على رقبته..
فشعر بالاختناق ورمى السيجارة من يده
صديقى الخائن.. لا يترك فرصة إلا ويحاول التقرب من زوجتى الجميلة جدا فى عيونه
لطالما كانت بشعة جدا فى عيونى.. ذهب سحرها بعد سنوات الزواج الأولى.. وتكورت حول نفسها.. امتلأت بالكثير من الطعام.. وأفسدت رونق الجسد بالكثير من الدهون المتراكمة..
لا بأس أن يأخذها صديقى.. فهى لم تعد تروقنى منذ زمن..
سيئ الحظ صديقى.. سيشرب من نفس الكأس.. لكنه سيثمل.. ثم بعد فترة سيمل..
ربما لأننى اكرهها.. أراها بكل هذا السوء..
تزعجنى ببكائها النشاز حول قبرى.. ونحيبها المبالغ فيه..
تشتكى دوما.. كل يوم وكل لحظة.. ليس لديها إلا المزيد من الشكوى والأفكار البائسة التى تسكن مخيلتها..
الليلة هو ليلة الطبيب ماهر فى المناوبة.. يوم حزين على المرضى المتواجدين فى عنبره..
الكثير من الشخير فى الليل والكثير من الطعام ذى الرائحة الكريهة..
أكره ماهر.. لأنه اقترب منى قبل وفاتى.. همس فى أذنى أنت ميت لا محالة..
حقننى بدفعة كبيرة من اليأس..
فلم أتمسك بالحياة وذهبت بعيدا..
عزيزى القارئ لرسالتى.. لا تنسى فى الغد شراء جريدة الصباح.. والاطلاع على صفحة الحوادث..
ستجد خبرا ما سيثير حفيظتك تجاهى
اختناق طبيب العناية ماهر بالطعام أثناء تناوله العشاء
استأذنك الآن يا قارئ رسالتى.. فأنا على موعد آخر مع الطبيب ماهر