دائما ما نسمع عن محاولات القتل التى منها ما يستطيع المجرمون تنفيذه ومنها ما يفشل المجرمون تحقيقه وينتهى الأمر غالبًا بالقبض على الجانى ومحاسبته.
ولكن من سيحاسب قتلة الأمة ؟ لو نظرنا نظرةً عميقة إلى الماضى سنجد أن هناك الكثير من المحاولات لقتل الأمة، دائما كانوا يحاولون قتل الأمة بشتى الطرق، فسنجد محاولات العصور الوسطى تمثلت فى التدخل العسكرى واستخدام ألة الحرب وذلك تم من خلال الحروب الصليبية على الشرق تلك الحروب الثمانية التى مثل شرارتها البابا أربان الثانى عندما دعا أوروبا فى ( كلير مونت) بالتوقف عن قتال بعضهم البعض والتوجه لقتال رجال الشرق والقضاء عليهم، وبالفعل انطلقت الحملات الصليبية نحو الشرق، ولكن محاولة أعداء الأمة استخدام آلة الحرب لقتل الأمة باءت بالفشل، والدليل على ذلك خطاب لويس التاسع قائد الحملة الصليبية السابعة عندما خرج من الأسر وقف وخطب فى جنوده قائلا (إنكم لن تستطيعوا هزيمة المسلمين بالسلاح لقد هزموكم بقوة السلاح حاربوهم فى مكمن قوتهم حاربوهم فى عقيدتهم) وكان هذا الخطاب بمثابة نقطة التحول فى طريقة أعداء الأمة للقضاء عليها حيث أيقنوا أنهم لن يستطيعوا القضاء على الشرق بالقوة لذلك اعتمدوا على الحرب الفكرية، فبدأوا بدس السم للشرق محاولين قتله بلا دماء، فوجدنا أولئك المتطرفين الذين غالوا فى الدين ووجدنا أولئك المتطرفين الذين غالوا فى التحرر وأصبح الشرق ممزق بين هذا وذاك، والأن لنترك الماضى ونسافر قليلا إلى الحاضر، لو نظرنا لشرقنا الأن سنجده ممزق بين متطرف يرى الجميع كافرًا بالله وبين متطرف يرى كل ملتزم إرهابى لا يستحق الحياة، لقد نجح أعداء الأمة فى نصب الفخ لها وبالفعل وقعت الأمة فيه ولكن هل سينجحون فى قتل الأمة ؟
نعم يستطيعون قتلها إذا لم نتحد، نعم يستطيعون قتلها إذا تمسك كل منا بأفكاره دون محاولة تنقيتها من الشوائب، نعم يستطيعون إذا لم نقف جميعا مسلم ومسيحى شيعى وسنى وصوفى يد واحدة.
هيا الآن إلى الجهاد، نعم لنجاهد أفكارنا لتنقيتها من كل تعصب وتطرف. فيا حكام الأمة أنتم الأمل لإخراج البلاد من الظلمة إلى النور. هيا لنتحد ضد كل متطرف لنقضى على المحاولين لقتل أمتنا.