هاتروحوا النار جملة كنا نقولها حين كنا صغارا على كل من يهدم لذاتنا ويفرق جماعاتنا وعلى كل من يتسبب لنا فى ضيق من اى نوع وحين كبرنا علمنا ان الضيق اشمل واعم فهو قد يتسع ويتسع ليهدد بكارثة أو مصيبة، اقول هذا وأنا أقصد برامج المقالب التى وصلت قريحة معديها إلى برامج على شاكلة رامز بيلعب بالنار، بعد ان كانت برامج المقالب لا تتعدى الكاميرا الخفية مع ما فيها من الفكاهة والترفيه التى اشتهر بها المصريين ولا تخلو من الحكمة والموعظة، اما رامز بيلعب بالنار ومن قبله رامز واكل الجو الذى اذيع فى العام الماضى وسلسلة برامج رامز مثل رامز توت عنخ امون، ورامز قلب الاسد وغيره فهى تعتمد على الارهاب والعنف ايضا السخرية من نجومية النجم حتى ان بعض النجوم رفع دعوى ضد البرنامج وحصدت برامج مقالب رامز جلال نصيب كبير من الاتهامات والقضايا، لعدم تقبل بعض المشاهير للمقالب، ووقوعهم فى مواقف مرعبة جعلت الخوف يتسلل إلى قلوبهم، بينما لم يتمالك آخرين أعصابهم وحدثت إصابات تراوحت بين الإغماء والإصابات.
ولا يخفى على أحد خطورة الفكرة المقدمة هذه السنة حيث إن النار فى متناول يد الصغار فماذا لو حاولوا تقليدها.
وتأتى الخطورة الثانية لمثل هذه البرامج أن الأطفال يحبونها وتصير بالنسبة لهم مثلا أعلى فتنشر العنف والإرهاب فى المجتمع وتحض على أفكار سادية تتلذذ بألم الآخر فتصبح فكرة التفجيرات غير بعيدة بل قريبة ومحببة، بل وينشأ الطفل على فكرة مفادها انك عندما تسبب الرعب لغيرك تتكون محبوبا وذا شأن ومهابة فتتشوه لدى اطفالنا القيم والأفكار.
لكن اللوم يقع على كمية الإعلانات التى تنهال على البرنامج اعتمادا على نجومية رامز جلال فقد حصل البرنامج على أعلى نسبة مشاهدة وأعلى نسبة إعلانات وهذا بالنسبة لمنتجيه دليل النجاح، أى إنك حتى لو أنك تشاهده من قبيل حب الاستطلاع فأنت حققت لهم كل النجاح وفى هذا تحضرنى طرفة تدولها مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى تقول: حيث يوجه الضفدع كيرمت حديثه لجموع الناس أحب اقول للشركات اللى بتدفع ملايين فى الاعلانات على فكرة كل الناس وقت الفاصل يا اما بيمسكوا الموبايلات يا اما بيقلبوا القناة.