لابد من الاهتمام بالمواطن الذى يشكل نواة المجتمع، حتی يشعر بكرامته وقيمته فى وطنه، عبر تأصيل مبدأ المساواة بين المواطنين فى الحقوق والواجبات، والقضاء علی عقدة الأنا والطبقات، وتلك العبارة البذيئة التى دأب علی ترديدها ضعاف الشخصیة (إنت مش عارف بتكلم مين"!! والتى تشكل واقع لطبقة متعالية ونظرة دونية للكثير من المواطنين البسطاء، فمن يتقلد المناصب والوظائف مهما ارتفع مركزه فلابد أن ترتقى أخلاقه وتسمو أفعاله فى سلوكه مع الآخرين، فلا تفاضل بين الشعب إلا فى تفانيهم فى خدمة مصر.
فكل موظف يقبض أجره من خزانة الدولة دون نقص، فلا فضل لفرد علی آخر إلا بالعمل، فالكل متساوون أمام اللوائح والقوانين والأحكام، فمهما كان مركز الموظف ومكانته فهو لخدمة هذا المواطن البسيط، وما وصل لكرسيه أو مركزه إلا لخدمة شعبه، مع التأكيد علی ضرورة وجود مبدأ الاحترام المتبادل بينهم، فهو أساس العلاقة بين المواطن والموظف فى كل القطاعات والوزارات.
فليتعامل الموظف فى جميع الجهات الحكومية مع المواطن بكل احترام وتقدير وأدب.. وألا يحاول إهدار كرامة المواطن بألفاظ وسلوكيات سلبية.
فما ظهور الأمراض الاجتماعية المرتبطة بالعمل كالرشوة والمحسوبية والواسطة إلا بسبب غياب الثقة والاحترام بين الطرفين، ونظرة بعض الموظفين بنوع من التعالى لذلك المراجع، وعدم معاملة المواطن بشفافية وبساطة وكرامة.
والسلوكيات السلبية التى قد ينتهجها الموظف كثيرة، كتأخير المعاملة بقصد تسهيل الرشوة، وتعمد تغيب الموظف عن مكتبه، والتفنن فى إرهاق هذا المراجع المسكين، حتی يضطر بعضهم أن تسليك الحال وتخليص المعاملة بدفع رشوة أو البحث عن واسطة لإنهاء المعاملة.
إذا... لابد من وعى أدبى وأخلاقى ووطنى يسود بين أفراد المجتمع، ثم عقوبة صارمة لمن يثبت فى حقه تعمده تعطيل أو إرهاق المواطن.