حالة خاصة تلك التى يقف أمامها القانون حائرا بين تطبيق القانون بالنص وبين تخفيفه لاستعمال روح القانون. نعم منطقة فاصلة بين اتخاذ القرار وتأجيله. لحظات تمر وكأنها ساعات. فعندما يصطدم القانون بالواقع فيختلف نص القانون عند تطبيقه عن قراءته تماما.
القانون ليس مجرد جمل ومواد تنظم الحقوق بين الناس ولكن القانون يحيا بيننا. فيختلف نفس القانون عند تطبيقه من شخص لآخر ومن حالة لأخرى. القانون ليس قالب جامد كما يعتقد الناس. فالكلمة الأولى والأخيرة تعود للقاضى لتحقيق العدالة، والقاضى ليس فقط فى المحكمة ولكن الزوج قاض يحكم فى بيته ومدير العمل قاض يحكم فيمن يعملون تحت قيادته، وهكذا كل مكان وله قانون يحكمه ونجد أن روح القانون تلعب دورا هاما فى تطبيقه.
وتجد أحيانا يخفف القاضى حكمه باستخدام روح القانون فالقاضى له رؤيته الحكيمة العادلة. واستخدام روح القانون تحتاج لحكمة ومهارة حتى ينالها من يستحقها.
وأيضا عندما يخطئ أحد أفراد الأسرة فلابد أن تكون هناك روح تسيطر على حكمك على الأمور، وأن تستخدم القوة ولكن بلا شدة وتستخدم أحيانا اللين ولكن دون ضعف فهناك ميزان عادل يحكم الأمور. ويعطى الحقوق بدون أى إفراط. وأيضا فى مجال العمل فروح العمل نفسه لابد أن تكون حاضرة فينتظم الجميع ويشعرون أن القانون يطبق بعدالة وأيضا بدون أى مجاملات فيسعى الجميع لتطبيقه قبل قائد العمل نفسه.
ولكن هذه الأيام غابت الروح عن الجميع بعد أن تطورت الحياة واقتحمت حياتنا هذه التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعى. و أصبحت أكثر سرعة من ناحية وأكثر برودة فى المشاعر من ناحية أخرى. نحتاج لعودة الروح التى نبحث عنها فلا نجدها. ولن تعود هذه الروح إلا عندما تأخذ هدنة فترة راحة تتوقف لتستعيد أصالتها وتعود إلى صفاءها بعيدا عن تعقيدات هذه التكنولوجيا ومن أجل أن تعود هذه الأرواح الحائرة إلى طبيعتها .