حازم الشريف يكتب: أخواتنا الأقباط.. كل عام ومعاً بخير

منذ أن وعينا على الدنيا، ونحن نجد عند اقتراب أعياد أخواتنا الأقباط تأتينا عبر وسائل الإعلام على لسان رجال الدين والمثقفين كلمات موسمية اعتدنا عليها منذ كنا صغاراً، تنم عن علاقة التسامح بين المسلمين والمسيحيين، فيرسل شيخ الأزهر وكبار رجال الدين برقيات التهنئة إلى بابا كنيسة الإسكندرية التى لا تخلو من تأكيد علاقات الأخوة والتسامح ليرد البابا بكلمات لا تقل تسامحاً وتأكيداً على علاقة المحبة بين كل المصريين وذلك الشعور والمباركات يتكرر أيضاً عند اقترب أعياد المسلمين فيرسل بابا الكنيسة وكبار رجال الدين المسيحى التهانى والتمنيات إلى شيخ الأزهر وكبار رجال الدين هذا بالطبع شعور نبيل وصادق يعكس العلاقة لا أحب أقول بين الطرفين لأننا طرف واحد ومقدرات واحدة وإنما أقول بين أبناء الوطن الواحد. لتبقى العلاقات الإنسانية اليومية الواقعية فى الأحياء الشعبية والريف والصعيد بين المسلمين والمسيحيين هى الأكثر قدرة على التعبير عن علاقة دفء وأواصر محبة دامت لقرون طويلة بين كل المصريين بجميع عقائدهم الدينية. ولا يسقط من ذاكرتى أستاذ ملاك الذى درس لى مادة الفيزياء فى المرحلة الثانوية وكان دائم الثناء علىّْ والقول لى أنت إبنى وأنا فخور بك عندما أجتاز بعض الاختبارات ويحضر لى الجوائز والهدايا، وهو أول من قام بالاتصال بى وتهنئتى بنجاحى ودخولى كلية الهندسة وإلى اليوم على تواصل معه ودائم النصح لى أطال الله فى عمر هذا المُربى والمعلم الجليل. الرباط المتين والعلاقة الوطيدة التى تجسدت وتعمقت جذورها منذ القِدم بين مسلمى وأقباط مصر تعتبر نموذجاً فريداً فى معنى المواطنة والفكر المستنير وانصهار العلاقة الطيبة بين أبناء الوطن الواحد التى غُزلت نسيجه منذ قروناً مضت فقد هتفنا فى النصر معاً وامتزجت دمائنا معاً من أجل الزود عن تراب وطننا الغالى ضربنا أروع الأمثلة فى التلاحم والترابط نحرنا كل محاولات الوقيعة والفتنة بينا لأن هذا الذى فُطرنا عليه منذ الصغر. فالعلاقة بيننا أكبر وأعمق من كلام يبث على قنوات ومنصات السوشيال ميديا مراد به فتنة لصالح فصيل معين أو مراد به تحقيق أكبر عدد من المشاهدات لجنى أرباح من نسبة مشاهدة هذه الفيديوهات هؤلاء نسوا أن هذا الشعب أقباطه ينتظرون شهر رمضان الكريم مثلهم مثل المسلمين سعداء بطقوسه وروحانياته العطرة إضافة إلى قيامهم بإقامة موائد الرحمن على شرف هذا الشهر الكريم ويقومون بالاحتفال وشراء الحلوى فى المولد النبوى الشريف على الجانب الأخر يقوم المسلمين بالاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح وعيد القيامة المجيد فعن أى علاقة ومعانى وشعور صادق عجزت عنه الكلمات تتحدث. هذا ما فُطرنا عليه منذ الصغر ونشأنا فى دفء هذه العلاقات الأسرية الواحدة تجمعنا المحبة والمودة واحترام الشعائر والمقدسات الدينية كلاً منا للأخر وضربنا أروع الأمثلة فى فقه التعايش والاندماج المجتمعى تحت مظلة حب الوطن والزود عنه وأصبحت أم الدنيا نموذجاً يحتذى به فى تحقيق السلام الاجتماعى ومعاملة جميع مواطنيها على أنهم مصريون فى المقام الأول والأخير فالدين لله والوطن للجميع. حفظ الله مصر بمسلميها وقبطيها ودامت أعيادنا معاً بالخير والتبريكات.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;