الاجتماع فى اللغة العربيّة هو ضدّ التفرّق، والاجتماع يعنى الوحدة والتجمّع فى غرض واحد مشترك، فالاجتماع فى الإسلام والجماعة من أهمّ المعانى الإسلاميّة التى بنى عليها العمل الجماعي، والعمل الجماعى نعنى به العمل الذى تقوم وتشترك به جماعة من الناس، ممّا يزيد من ألفتهم ومودّتهم فيما بينهم. وقد وردت فى القرآن الكريم آيات كريمة تحثّ المسلمين على الجماعة والعمل الجماعي، يقول تعالى فى كتابه العزيز: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا"، ويقول أيضاً فى موضع آخر: " يـاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَثْبُتُواْ وَذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَـازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّـابِرِينَ"، وهناك الكثير من المواضع الأخرى التى ربطت بين عزّة المسلمين وقوتهم فى اجتماعهم ووحدتهم، وذلهم فى تفرقهم، فأين تكمن أهميّة العمل الجماعي؟ وما هى تأثيراته الإيجابيّة على المجتمع؟
أهميّة العمل الجماعى فى الإسلام
العمل الجماعى يمدّ الجماعة الإسلاميّة بقوّة عظيمة وخارقة، فيكون الإنتاج أكبر بكثير من الإنتاج الفردى والعمل الواحد.
تظهر فى العمل الجماعى كلّ الكفاءات المسلمة، ويتكامل علمها ويتم استغلال كل الموارد البشريّة فيها بشكل سليم وصحيح.
يزرع فى نفوس المسلمين الإيثار والتضحية فى سبيل المجتمع، فيضحّى المسلم بمصلحته الخاصة فى سبيل المصلحة العامّة، ممّا يعود بالنفع على المجتمع كلّه، ويتخلّص الإنسان المسلم من كلّ الصفات الشخصية الدنيئة؛ كالأنانية، والكره، والبخل.
ينجح المسلمون بالعمل الجماعى المشترك فقط فى تمكين دعائم الدين الإسلامي، وتغيير المنكرات، ومواجهة كلّ المصاعب والفتن التى تواجهه.
يساعد فى تحقيق أرقى دعائم المجتمع القويم، ألا وهى توحيد الأهداف، وزيادة الترابط بين أفراد المجتمع المسلم، والتعاضد فيما بينهم، فيصبح المسلمون قوّة لا يمكن هزيمتها أو ضعضعتها.
المجتمع المسلم الذى يقوم على العمل الجماعى المشترك هو مجتمع قوى من كلّ النواحى السياسيّة، والفكريّة، والتربويّة، والعقائديّة، والإيمانيّة.
لنجاح العمل الجماعى لا بدّ من الصبر وعدم الاستعجال، والثقة الكبيرة بالله تعالى والأمل به بأنّه لا يخيب أمل عامل مكافح، وكذلك يجب الحرص على التماسك والتعاون والتعاضد فى وجه كل المشكلات والفتن، والاستمرار بهذا العمل فى كلّ مراحل الحياة، ولكل الأجيال، ولزيادة كفاءة العمل الجماعى لا بدّ من الانضباط، والتنظيم، والحرص على سريّة الأمور.