الشد والجذب السياسى بين الساسة الأمريكان والروس واللقاءات المستمرة والمُتلاحقة بشأن الأزمة السورية، والمُراوغة الأمريكية فى الهروب من الحل أو تمديد أمد الصراع السورى، جعل البعض يُجزم حول هذا الشد والجذب إنه صورة تعكس توقف قواعد اللعبة فى الحيز السورى، وسيبقى الحال على ما هو عليه فى سوريا وستبقى مُعاناة الشعب السورى.
الذى يُجزم بهذا الطرح لا يعرف النفوذ الروسى ويجهل كيف يُفكر الروس، فللروس قوة ناعمة حقيقية ستنتشر وستتمدد خصوصاً بعد الوساطة الأمريكية بين "تركيا وإسرائيل" للمُضى قُدماً فى علاقات التطبيع بين الإدارتين، لتُصبح أمريكا ودول الجوار السورى مُتفقة حول مصير الصراع السورى كما يزعمون.
روسيا لديها الكثير من الأوراق التى ستُشتت الالتحام السياسى بين النظائر السابق ذِكرهم، فالتطبيع المُزعم نقل الكرة الآن للجانب الروسى، وقد نتفاجاء بتدخل روسى قادم لمُلاحقة الإرهاب فى ليبيا، وهنا ستُقلب الطاولة وسيترك الأمريكان الصراع السورى للحديث عن الصراع الليبى والمُفاوضات بشأن القتال فى ليبيا.
روسيا تتحرك بقوتها الناعمة فى المنطقة، والأوراق المُبعثرة من الجانب الأمريكى يجعلها تشد أكثر وأكثر على هذه القوة التى تفيض عليها بوافر التأييد العربى فى كل تحرك تخطوه، لذا هذه القوة ستبلغ ذروتها فى المرحلة المقبلة، وننتظر دوراً كبيراً للمُتحكم الرئيسى فى كفة الميزان فى المنطقة وهى "مصر"، فهما كانت براعة الطرف الآخر فى القتال السياسى، فالمُتحكم فى كفة الميزان يجعل البراعة بمجهودها تضيع هباء.