لا شك أن للدراما تأثيرها القوى على المجتمع. إلا أن الدراما التليفزيونية تمر بمرحلة من الانحدار المدوى، وبات ذكر اسمها أمرا مخجلا. فغالبية ما تبثه هذه الدراما عبر الشاشات لا يمت للإبداع والفن الحقيقى بصلة. فشغلها الشاغل أصبح مسلطا حول تقديم أعمال هابطة وعبثية تفتقد إلى القيم والمبادئ الإنسانية السليمة. دراما فى أغلبها نمطية مكررة تكاد تنحصر فى عرض المسلسلات التى تناقش قضايا الجنس والمخدرات والعنف بشكل سطحى لا يطرح الحلول بقدر ما يساهم بشكل كبير فى نشر الرذيلة، وكأن هناك إصرار شديدا من قبل صناع الدراما على تجسيد مجتمعنا بصورة مجتمع غارق فى الملذات يسبح فى بحر الخطيئة بمحض إرادته دونما اكتراث للمبادئ والقيم التى تحكمه.!
ومن العجيب حقا أن نجد تهافت وتكالب هذه الأعمال الدرامية العبثية فى شهر رمضان على الظهور عبر الشاشات وتحقيق أعلى وأكبر ما يمكن تحقيقه من نسب المشاهدة، وكأن هذا الشهر لم يأت لتطهير نفوسنا وقلوبنا وجوارحنا وتقريبنا إلى الله بشكل اكبر ! والحق أن رمضان ليس امتناعا عن الطعام والشراب فحسب بل هو امتناع عن كل ما هو شائن ومعيب. هو دعوة لإبقاء الجانب النورانى فى الإنسان متوهجا لا ينطفئ بإهالة الإنسان ترابيته عليه تلك الترابية الممقوتة التى لا تذر من جوهر الوجود الإنسانى الحق شيئا .