لا شك أن هناك سرا كبيرا تُصر عليه الحكومة الإيطالية حول مقتل الإيطالى جوليو ريجينى، ولا أعرف لماذا تتعامل مع مصر بهذه الطريقة المُعقدة! فهى تُريد فى غضون ليلة وضُحاها أن تكشف مصر مُلابسات الحادث كاملةً.
كيف ستُلقى مصر التهم جُزافاً بلا دليل؟ كيف ستخرق مصر القانون وتتحايل عليه من أجل إرضاء الحكومة الإيطالية؟، أضع نفسى الآن مكان مُتخذى القرار فى حكومتنا وأشعر بالخطوات اللامنطقية التى تريد الحكومة الإيطالية أن نفعلها والتى ستُثير أزمة حقيقية فى الشارع المصرى.
مصر تلتزم بسياسة ضبط النفس ولم تتأخر فى مساعدة الجانب الإيطالى فى مُتابعة سير التحقيقات، ولكن لروما رأى آخر هو ما يجعل المُعترك قائم بين العلاقات، وللكل أوراق ضغط يستخدمها ولا حرص أجده على المُضى قُدماً فى الحفاظ على العلاقات أو تطويرها وعبور الأزمة التى تحدث مثيلتها يومياً بين الدول .
ضغطت إيطاليا من خلال نواب الحزب الديمقراطى «حزب رئيس الوزراء» فى البرلمان الإيطالى بقرارٍ يمنع الحكومة من تصدير قطع غيار طائرات حربية لمصر، والحكومة المصرية الآن تدرس وقف التعاون مع روما فى العديد من "المجالات" التى تخشى روما إيقاف التعاون فيها.
روما والقاهرة أنتما شريكتان فى الحرب على الإرهاب ومُجابهته، لتلتزم الحكومتان بضبط النفس وتغليب العقل السياسى للعبور من هذا النفق الذى نقف فيه ظلامه ولا نتحرك، لنُوقفَ هذا المُعترك الآن فشُعوبنا فى حاجة للتعاون أكثر من التعارك.