من فوق كل شىء صغیر، فوق حیث لا حزن ولا ألم ولا خوف، فإدراك الإنسان أن الشىء یصغر کلما صعدنا نحن لفوق یجعله لا یبکی لا یخاف، من فوق تسقط أى عظمة وتحطم كل قوة.
رکبت السحاب فرأیت الکلیة التى أخاف منها علبة صغيرة، رأيت مبنی عملی نقطة، أما عن الأشخاص التى أخاف أن أراهم لم يظهروا من فوق.
من فوق، لن أسیر بل أطیر، لن أنتظر الحب بل سأذهب له، مرت رحلتى أميال وأميال، مررت من أفريقيا لآسيا، سرت فوق أوروبا ومنها لأمريكا، أترون كم حزين مررت من فوقه، كم من العشاق رأیتهم، كم من أسرة تأكل على المائدة وكم من وحيد مسكين.
ونحن على الأرض نرى كل شىء ضخم، ونحزن وقد نکتئب بسببه، لکن الله یری دموعك، يشعر بحزنك ويلمس خيالك، لكن الشىء الضخم علی الأرض نقطة فى عيون الله.
عين الله التى ترى كل شىء فالله یراك وحيدا فى الصحراء لكنه من فوق يرى شخصا آخر تائها مثلك فی الصحراء وينتظر اللقاء بينكما.
تعجبت كثيرا من تجارب الله لى الضخمة وتذمرت كثيرا، لكن كلما شعرت بضخامة التجربة صعدت لفوق ونظرت للضخم فوجدته صغيرا، يا الله أعلم أنك ترى ما يتعبنى صغيرا، لكن إن كانت التجربة طفلة فأنا الرضيع فسبحانك العالى القوى الجبار.