اصبحنا كل فترة زمنية يخرج علينا مجموعة من الاشخاص من الحاملين ( للماجستير والدكتوراة ) مطالبين الدولة بتعيينهم فى الجهاز الادارى للدولة وتسلط عليهم الاضواء والكاميرات.. ويخرج البعض ليحلل المشهد على انه تدنى مستوى تعامل الدولة مع ابنائها المتعلمين ويطالب الدولة بتعيينهم فوراً.
وصراحة انا اعيب على الدولة واجهزتها الصمت وعدم توضيح اسباب عدم الاستجابة لمطالب هؤلاء الاشخاص والتعامل مع الامر على انه وقفة وتعدى.
فالدولة مطالبة بتوضيح الصورة للرأى العام حتى لا تترك لكل من يريد ان يحلل الامر على هواة ان يحلل وينساق خلفه البعض من الافراد.. ونجد انفسنا نعيش فى مجتمع مختلف فى الرأى وكل فئة تظن نفسها انها صاحبة الرأى الصحيح ومن هنا تنشأ صورة ( الاحزاب) بين فئات الشعب.
فالجهاز الادارى للدولة يعمل فيه تقريباً ( سبعة مليون شخص ) لا يصلح منهم إلا مليون شخص فقط لادارة المرفق الادارى للدولة و( الستة مليون الاخرى ) ما هى إلا حمل زائد على اكتاف الدولة.. ولا يعتبر ( الستة مليون موظف ) فقط هم الحمل الزائد على الدولة بل ايضاً الامر يشمل من يتبعهم من اسرهم... فاذا قلنا ان متوسط اعداد الاسرة الواحدة اربع افراد فان ( الستة مليون موظف ) فى الواقع هم اكثر من عشرين مليون مواطن يتعلقون باكتاف الدولة ( المنهكة )... اذا فلا يمكن ان يستوعب الجهاز الادارى اعداد اخرى اكثر من ذلك.
نحن بحاجة إلى تقليل اعداد الموظفين فى الدولة حتى نستطيع تخفيض ما تنفقة الدولة من رواتب تعد سبب من اسباب العجز فى ميزان المدفوعات للدولة... فان الاشخاص الزائدون عن الحاجة والذين يعملون فى الجهاز الادارى لا يستفيد منهم المواطن الذى من المفروض ان الجهاز الادارى للدولة وجد لخدمتة.. بل فى الكثير من الاحيان يكون تعامل المواطن مع أى جهه من جهات الادارة فى مصر مرهق جداً لدرجة اصابة المواطن بحالة نفسية سيئة ربما تدفعة للانتحار... والسبب فى ذلك هو البيروقراطية التى تعيش فيها تلك الاجهزة بالاضافة لسوء اداء هؤلاء الموظفين لواجباتهم.
مع كامل الاحترام لمن تعب وتعلم وحصل على درجات علمية محترمة... ولكن البعض منهم يصدر منه تصرفات تسئ لهم ولا تفيدهم.... فكيف يمكن لشخص وصل لدرجة الحصول على شهادة مثل ( الدكتوراة ) ان يتظاهر فى الشارع ( بشوية فجل وجرجير ) أو ان يلتف ( بكفن ) ويحملة زملاءة ويطوفون به الشوارع.
اعلم ان ذلك نوع من اعمال التعبير عن الرأى.. ولكنه تعبير سئ بكل تأكيد... ارجو ان يعلموا ان مستقبلهم ليس فى وظيفة حكومية تقضى على ما حصلوا علية من علم... فسوق العمل كبير وجهات العمل الخاصة كثيرة وفرصة نجاحهم وعلو شأنهم فيها اكبر وعليهم ان يبحثوا عن مستقبلهم بانفسهم ولا ينتظروا ان تقوم الدولة بوضع الطعام فى افواههم.
ولنا سؤال لهؤلاء.... هل تعبك وسهرك الليالى للحصول على الشهادات العليا يستحق منك ان تصرخ وتشق الجيوب من اجل الجلوس على مكتب خشب ! ويكون كل شغلك الشاغل حساب كم ستكون زيادة راتبك بعد اضافة العلاوة السنوية وكم بقى لك من ايام الاجازات الاعتيادية والمرضية.... يا راجل حرام عليك.