القمع والاستبداد وعدم وجود حياة كريمة لكل مواطن بالإضافة إلى جميع أنواع الغش والخداع من أحد الأسباب المؤدية لثورات الربيع العربى أو فيما يعرف (بالخريف العربى) التى حدثت بقوة فى كل من مصر وتونس والبحرين وسوريا ومعظم الدول العربية التى عانت من الظلم سنوات عديدة مع العلم أن معظم هذه الدول هوت فى بحر الظلمات من خلال الانقسامات الطائفية فيما بينهم والنزاعات المسلحة من خلال الاحتلال الداعشى (تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابى)، واستقواء الدول الخارجية العظمى بها حيث وجدوا ثغرات عديدة تمكنهم من السيطرة على هذه الدول وفقا لمصالحها الاستراتيجية فى الشرق الأوسط.
ومن ناحية أخرى نرى أن هناك دولة أخرى بحجم مصر حاضنة للأمة العربية التى انتصرت بإرادة شعبها العظيم بعد مرور سنوات من الضياع والخراب عندما سيطرت جماعات الظلام الدامس المتمثلة فى جماعة الإخوان الإرهابية على مقاليد الحكم وحاولت بشتى الطرق تفكيك الدولة المصرية من أجل الشرعية الوهمية التى كانوا يتبنوها من أجل البقاء فى الحكم لفترة زمنية طويلة من أجل تحقيق مكاسب ونفوذ على أرض الواقع والبقاء للأقوى!!!
وحقا فالبقاء للأقوى عندما خرج الشعب المصرى العظيم يوم 30 يونيو 2013 بكافة طوائفه فى حماية الجيش والشرطة من أجل طرد ودحر هذه الجماعة الإرهابية التى حكمت مصر عاما أسود بمعنى الكلمة.
لذا فالحق يقال إننا لا نستطيع العيش فى دولة تحافظ على سيادة القانون بشعب غير واع وغير قادر على معرفته بالمستجدات والمتغيرات التى تحدث على الساحة السياسية والتى من الممكن أن تؤثر على الوطن سواء كان إيجابيا أو سلبيا، فإذا كان إيجابيا فمرحبا بالمستجدات التى تطرأ على بلادنا ونحن كشعب بكافة رموزه وطوائفه سنتكاتف من أجل الوطن والعكس صحيح فإذا كانت هناك سلبيات تتعارض مع مصلحة الوطن فلا نقف مكتوفى الأيدى وسنركل كل من يحاول العبث بأمن مصر القومى.
ولذا ومن هذا المنطلق وجب علينا الشكر والثناء لشعب مصر العظيم الذى يتوحد دائما من أجل إعلاء كلمة الحق وإرساء سيادة القانون بالرغم من المعاناة التى تكبدها فترات طويلة من الزمن إلا أنه شعب بفطرته يتكاتف مع رموزه الوطنية من أجل الحفاظ على مقدرات الوطن وذلك بالتعاون مع قواتنا المسلحة والشرطة التى تضحى بدمائها يوميا حتى يعيش المجتمع المصرى فى أمن وأمان ولكى يعلو صوت الحق وتنتصر إرادة الأمة المتمثلة فى الوطن الأكبر مصر أم الدنيا الحاضنة للعروبة وللإنسانية.
وأخيرا أوجه رسالتى لكل الدول العربية التى من المؤسف انها سقطت فى قبضة المخربين والإرهابيين الذين قاموا بإضعاف بلدانهم والسيطرة عليها نتيجة أن شعوبكم بأفعالها غير الوطنية وغير المسئولة هى السبب وراء هذا الخراب والدمار الذى تدفعون ثمنه الآن من خلال التناحر والانقسامات الطائفية التى تحدث لكم من أجل مكاسب شخصية تريدون تحقيقها وذلك على حساب أوطانكم.
وكلمة أخيرة: الوطن بشعبه وحبه وتكاتفه مع دولته من أجل ازدهارها وبقائها حتى لو كانت هناك سلبيات مع الأنظمة الديكتاتورية التى تحكمكم فكل إشكالية ولها حل ولكن للأسف الحلول التى اتخذتموها ضد بلدانكم أدت إلى الدمار والخراب والقتلى فى صفوفكم والسبب واضح حريتكم البائسة والهمجية وأفعالكم غير المسئولة قتلت الوطن!