بعد التطور المذهل السريع فى أساليب التعليم والتعلم فى جميع المراحل التعليمية ظهرت مؤسسات وهيئات على مستوى العالم تنادى بما يسمى جودة التعليم وبدأت الهيئات على مستوى العالم تضع المعاييرليس لتقييم العملية التعليمية بل لتقييم جودة العملية التعليمية فالجامعات على سبيل المثال على مستوى العالم أصبح التنافس الحقيقى بينها ليس فى ماتقدمه من علم فالعلم والمناهج موجوده فى كل جامعات العالم ولكن التنافس فى طريقة توصيل وتحصيل هذه المناهج والمهارت التى يكتسبها الخريج منها وماتقدمه من جودة فى اساليب التعليم والتعلم مما ينعكس على المنتج الحقيقى للجامعات وهو الخريج.
لايوجد جامعة فى العالم ليس بها خريجين ولكن الإختلاف بين جامعة والأخرى ينحصر فى كفاءة الخريج وتميزه بين الخريجين فى سوق العمل والتميز هنا يعنى المهارات المكتسبه من سنوات تعليمه وليس فقط كم المعلومات التى نحشو بها العقول فهل علمنا الخريج كيفية تطبيق وتحليل ومجابهة المشاكل بهذه المعلومات هل علمنا الخريج كيفية تطوير مداركه وطرق التعلم الذاتى والحصول على المعلومة هل علمنا الخريج المهارات الضرورية للتعامل بها قى سوق العمل هل علمناه التعامل مع الأخطاء وتقبل النقد
ولكى نوضح الأمور بطريقه علميه أوسع اتفق كل خبراء التعليم على أن الخريج المتميز لابد أن يكتسب مهارات من سنوات تعليمه منحصره فى 3 اتجاهات:
الاتجاه الأول يطلق عليه (Cognitive Domain) وهو ينحصر فى المدى الإدراكى وقياس المهارات المعرفيه للمعلومات التى درسها الطالب ويتم قياس مدى حفظ وفهم وتحليل الطالب للمعلومات التى درسها
الإتجاه الثانى يطلق عليه (Psychomotor Domain) وهو يهتم بالمهارات الحركيه والعمليه التى يكتسبها الطالب من دراسته مثل كيفية استخدام الميكروسكوب والتعامل معه بحرفيه وطريقة التعامل مع حيوانات التجارب وطريقة مسكها بطريقه صحيحه وكلها مهارات تعتمد فى المقام الأول على المهارات الحركية
الإتجاه الثالث يطلق عليه (Affective Domain) وهى تعتمد على الجانب الوجدانى للخريج وطرق التواصل مع الأخرين وتقبل الأخرين والتعامل مع كل المستويات فى سوق العمل
هل تعلم أن الحكم على جودة التعليم تعتمد فى المقام الأول أن يكون الخريج اكتسب وملم بالإتجاهات الثلاثه أثناء تخرجه وسنعطى مثال بسيط فى خريج صيدله أو طب عند تعليمه معنى ضغط الدم وطرق قياسه
فلابد أن يكون الطالب فى البدايه مدرك تمام لمعنى ضغط الدم المنخفض والعالى والطببعى ولماذا يوجد رقمين فى قياس الضغط ضغط انقباضى وأخر انبساطى وأسباب ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه عن مرضى الضغط وكل ماسبق يندرك تحت مسمى مهارات معرفيه أو (Cognitive Domain)
ولإستكمال الصوره للخريج لابد أن يكون مكتسب مهارات قياس ضغط الدم بحرفيه وطريقة لف الجهاز على الذراع ومكان وضع السماعة الصحيح أثناء قياس ضغط الدم والتدريب على سماع نبضات القلب وكل هذه المهارات الحركيه تندرج تحت اسم (Psychomotor Domain)
ولزيادة الحرفيه فى صورة الخريج فى هذا المثال لابد ان يكون عنده مهارة تقديم نفسه للمريض والتواصل معه بأسلوب حرفى وتقديم النصيحه والمشوره له بحرفيه تزيد من ثقة المريض فيه وكل هذه المهارات التى تركز فى اسلوب التعامل مع الأخرين ومهارات التواصل تندرج تحت اسم (Affective Domain)
ولو نظرنا للمثال السابق نجد أن خريجى كليات الصيدله أو الطب من الجامعات المتميزه على مستوى العالم لديهم مهارت الثلاثة اتجاهات بطريقه حرفيه عاليه مما يجعلهم مؤثرين فى سوق العمل ويجعلهم متميزين وسط الخرجين الأخرين فبعض الجامعات تركز على المهارات المعرفيه وتتجاهل المهارات الحركيه المكتسبه من التدريب العملى كما تتجاهل المهارات الوجدانيه مما تخلق خريج لايستطيع التعامل مع الأخرين والتواصل معهم ممايجعل الخريج يفشل فى بداية حياته العمليه فالتعليم ليس كتاب ومحاضره وحشو معلومات التعليم والتعلم هى ان ننجح فى تشكيل خريج متكامل بالخروج لمواقع التدريب الميدانى والأعتماد على طرق التعلم النشط والفعال وان تعتمد قاعة المحاضره على المشاركه الطلابيه فى المناقشات وطرح مشاكل وحلها وتعليم الطالب طرق التعلم الذاتى وتطوير مداركه وأساسيات البحث العلمى وتحديث معلوماته
وختاما علينا جميعا ادراك أن تعليم الجوده ومبادءها وقواعدها خطوة أساسيه للوصول لهدفنا الرئيسى وهو جودة التعليم وليس فى المرحله الجامعيه فقط ولكن فى جميع مراحل التعليم ولن تستطيع أى مؤسسه تعليميه الوصول لجودة التعليم بدون تعليم القائمين عليها معنى الجوده والإطلاع على كل ماهو جديد فى هذا المجال (فلابد أولا من تعليم الجوده قبل البحث عن جودة التعليم).