ولقد كتبت عنك
عن يديك التى لامست القمر فابتهج منيرا
عن تلك العيون البنية التى ضاع فى شهابها
كل من حاول أن يقترب
أنت أوطانى وما بعد الأوطان يكون للراحل سفر
لكننى مازلت مغتربا !
مازلت أبحث عن مرفأ داخل عينيك لأختبئ
أترانى الآن أقترب ؟
أم ضاع فى الطريق عمرى ولازلت ابتعد
يا جميع أوطانى
هل من سكن جوار قلبك فأهتدى؟
هل من شربة ماء بيديك فأرتوى؟
خذينى إليك
فالطوفان قادم
ومالى بهذا الكون سوى مرفأ عينيك
بهما أطوى أشرعتى وأستوى
خذينى إليك
فأنا المسافر عبر الأزمان
لأجاور القمر
فتلامسنى يداك .. فأبتهج
وأسترد سنين العمر من مخالب الألم
خذينى إليك
فأنت كل أوطانى
وما بعد الأوطان يكون للراحل سفر
ولقد كتبت عنك
عن وجهك الأبيض النورانى الذى أضاء الكون
عن بسمة ثغرك التى اختفى عند بابها ربيع الورد
يا من سكنت الروح وامتلكتِ زمامها
كيف يكون لغيركِ ود؟
كيف يسافر من أرهقته الذكرى ويخشى البرد ؟
يا كل أوطانى
بعضى لبعضك يرغبُ
وقلبى لقلبك يهفو ويهربُ
فأنا المسافر عبر الأزمان
ربما يأخذنى الطريق لجوار حُسنكِ
فيبتهج عمرى ويسعدُ
خذينى إليكِ
فالليل دون همسكِ يبكى وينحبُ
والشمالى مازال يناجى ويطلبُ
بعدما هجرته نجمته فبات مظلمًا
حتى صباحاته غابت نسائمها
والشمس خائفة أن تشرقُ
أكان وعدًا ؟
فجاء صمت الليالى فقررنا أن نخلفهُ
يا جميع أحلامى
أنا المسافر منك .. إليك
فهذا الطيف عاهد ألا يغادر
هذا الصوت قرر ألا يفارق
فأنت كل أوطانى
وما بعد الأوطان يكون للراحل سفر