يعتبر الفيس بوك واحداً من أهم وسائل التواصل الاجتماعى إذا استخدم الاستخدام الصحيح، فقد جعل العالم أشبه بالقرية الصغيرة، فمن خلاله تستطيع معرفة أخبار العالم والأهل والأصدقاء مهما بعدت المسافات.
لكن للأسف هو سلاح ذو حدين فمن خلاله أيضا تجد الطرائف والغرائب، فكم من الشائعات والأخبار الكاذبة التى تنتشر كالنار فى الهشيم وكم من بيوت خربت، وكم من زوجة طلقت، وكم من طالب فشل بسبب إدمانهم للفيس والذى يعتبره البعض "مزبلة المعلومات" لما فيه من أكاذيب وأخبار لا تمت للواقع بصلة ولكن هذه هى الآثار الجانبية للتقدم والتكنولوجيا والتى لا مفر منها فمثلاً تجد الشاب الذى يجلس (ليفيس) بالساعات هو نفسه الذى رفض أن يأتى لأمة بالدواء من الصيدلية المجاورة بحجة أنه يستذكر دروسه، وكذلك الشاب الذى يتحفنا كل يوم ببوسترات عن بر الوالدين وحسن معاملتهم هو نفسه الذى يأبى أن تنام أمه إلا ودموعها على خدها من سوء معاملته!
أما الفتاه التى تنشر كل يوم بوسترات عن مساعدة الضعيف وحسن معاملة الكبير هى نفسها التى ترفض أن تساعد أمها فى غسيل الأطباق! أما صاحبتها التى أقنعت أهلها بأنها تحدثها ما هى إلا ابن الجيران! وكذلك الشاب الذى ينشر آيات وأحاديث نبوية عن التدين هو نفسه الذى لا يقرب المسجد! ناهيك عمن يرسل تريليون سلامة لصديقه المريض، وهو الذى لم يزر والده الذى يرقد فى المستشفى منذ شهور! وطبعاً لا يعرف التريليون واحد قدامه كام صفر! أهو رقم والسلام هو حد دفع حاجة! ناهيك عن الأخطاء الإملائية التى تفضح خريجى الجامعات للأسف! أما التورتة والجاتوة الذى يرسل بين الحبايب فى أعياد الميلاد ذو الطوابق العشرة مختلف الأشكال والألوان لأنه طبعاً ببلاش مجرد صورة!
وأذكر أن لى صديقا كان يستمع مع أصدقائه لأم كلثوم وفجأة وبأعلى صوته قال: ألف ألف ألف رحمة ليكى يا ست!! وهنا دخلت أمه عليه وقالت: كنت افتكرت أبوك بواحدة من الآلاف دى يا سيد!
هذه نبذة مختصرة أو قطرة من بحر ما نراه على الفيس من أقنعة وأكاذيب وصورة غير حقيقية لا تعبر عن واقعنا وأخلاقنا استغلها الشباب الاستغلال الأسوأ فعطلته عن مسيرته التعليمية، وحولت ليله إلى نهار ونهاره إلى ليل، ربما لم يفق إلا بعد فوات الأوان ليكتشف أنه فقد كل شىء وحتى (المزة) التى سهر الليالى يبادلها أحاديث الحب بحب ويرسل لها بطاقات الهاتف عبر الماسينجر ما هى إلا "ولد صايع" استطاع أن يخدعه هو وغيره الكثير بإجادته فى تقليد الأصوات النسائية !!