كان الرجل عالما من الطراز الأول كان لا يشغله سوى عمله ووطنه كان يجوب العالم ويجتهد ويبدع من أجل ان يعلى من شأن مصر فى كل المحافل الدولية دون السعى إلى مكاسب شخصية اونفوذ ولكن الهدف الاسمى كانت مصر فى المقام الاول كان يريد وضعها على خارطة العلم والمعرفة كان يريد ان يبنى صرحا تعليميا وبحثيا ويجمع به كل العقول الواعية والمتطلعة إلى غد افضل حتى يخرج إلى النور جيلا جديدا من العلماء يكونوا نواة لقيادة الوطن نحو العلم والتقدم المعرفى... انه العلامة الدكتور احمد زويل سفير مصر للعلم.
فلقد كان الراحل بعيدا عن السياسة ودهاليزها وأساليبها الملتوية وكان يرغب ألا يزج اسمه فى أى من الأحداث التى مرت على مصر خلال احداث يناير حيث انتشرت فى وقتها احاديث عن ترشحه لرئاسة الجمهورية لكنه رحمة الله عليه اعلن وبشكل قاطع انه انسان صريح لا اهتم سوى بالعلم وليس لدى طموح سياسى وبالفعل لم يسمح لأحد أيا كان ان يجعله ينجرف نحو المشهد السياسى حتى ولو على سبيل ابداء الرأى كان ينأى بنفسه من الدخول فى معارك تشغله عن مسار حياته الذى رسمه لنفسه منذ ان كان عالما شابا فلم ينساق وراء الشهرة والأضواء للدخول فى المشهد السياسى المصرى أو لم يكن عضوا فى أيا من الاحزاب المعارضة فلم يكن يشغل باله سوى علمه ومعمله هذان هما السلاح الذى كان يجيد استخدامه فى رفعة الوطن وإعلاء شأنه.
فلن يستطيع أحد ما ان يدعى انه كان يحسب على اى اتجاه فكرى أو حزبى أو سياسى كان الدكتور احمد زويل فحسب العالم الذى نال جائرة نوبل فى الكيمياء عن الاكتشاف العلمى بالفيمتو ثانية الذى قلب الموازين فى النظريات المتعارف عليها منذ زمن فى الكيمياء وباتت كيمياء الفيمتو ثانية مستخدمة فى جميع المجالات الطب والفيزياء وعملت على تسهيل رؤية الجزيئات بدقة.
واجه الدكتور أحمد زويل العديد من الصعاب فى تحقيق حلمه لخدمة الوطن وهى انشاء جامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا وكانت يتمنى من رؤيتها وباتت حقيقة ثابتة وتقوم بتخريج الالاف من العلماء المؤهلين علميا لاستكمال مسيرة البحث العلمى وتطورها فقد كان فقيد مصر يجاهد ويحارب ويقاوم الجهل بالمعرفة والظلام بالنور فقد كان سفيرا لمصر والعرب يحمل مشاعل العلم والمعرفة.
فسيظل رحمة الله عليه مثالا رفيعا لكل من يريد ان يتفوق ويبدع ويحقق إنجازات علمية لم يسبقه أحد غيره فمصر مليئة بالمبدعين والنابغين والمفكرين الذى هم وقود عجلة التنمية والتقدم والازدهار وهؤلاء هم فخر مصر وكرامتها امام العالم فقد عاش الدكتور أحمد زويل حياته للعلم ومات للعلم ولكنه سيظل حاضرا بيننا بعلمه وأخلاقه ومبادئه.