أنت الوحيد بعد الله الذى تسعد نفسك، لا تنتظر ظرفا مناسبا قادما من عالم الغيب، لا تؤجل السعادة والسرور والفرح حتى تحصل على وظيفة أو زوجه أو مال أو بيت جديد، صدقنى لن تحصل لك السعادة اذا توفرت لك هذه الاشياء لان نفسك سوف تنتقل من الفقر إلى الغنى ومن البيت البسيط إلى القصر لان نفسك سوف تنتقل معك وتصاحبك وهى لم تتغير، انت المسئول غير افكارك الآن.
اعتقد انك سعيد، وسوف تسعد، لاتبيع السعادة بالأوهام والأحلام. اذا سكنت فى غرفة بسيطة ومعك القليل من الطعام مع وفرة المياه فأنت الفرح المسرور، وتصور أنك فى قصر شاهق تحف به الحدائق وتغدو عليك الجوارى الحسان وتقدم لك موائد الطعام، واحلى الشراب فما الفرق بين هذا وذاك إلا شعورك فقط، وشعورك هذا قد يحول لك السكن فى القصر والنعيم والسرور إلى جحيم لايطاق، لأنك قد تسمح لأفكارك السيئة بجمع ملفات الحزن والكآبة والهم والغم. والا قل لى بربك لماذا يتناول الاثرياء وهم فى ناطحات السحاب عقاقير مسكنة وادوية مهدئة لقلقهم وارقهم، ولماذا يغرد البسطاء من الناس فى اكواخهم كأنهم عصافير تغمرهم السعادة ؟ السبب هى أفكار هؤلاء وهؤلاء. أما رأيت شخصان يسكنان فى بيت واحد، ويجلسان على على مأدبة واحدة وأحدهما سعيد والثانى حزين ما السبب ؟ قد اتحد الظرف والمكان لكن النفوس غيرت النظرة. الاول فكر فى النعيم وشعر بالخير وأحس بالمستقبل المشرق، والثانى تذكر المنغصات وتوقع المستقبل المظلم. أنت السبب لو سكنت بالمريخ وحولت لك الجبال ذهبا لبقيت كما كنت مهموما مغموما لأن أفكارك فى رأسك لم تخرج. أعرف أنك غيرت بيتك وسيارتك وقمت برحلات وحضرت حفلات، لكن فكرك لازال معك على حاله. فكرك هو البوصلة فوجهه إلى ديار الافراح ومطالع السرور ومرابع البهجة تجد الحياة أجمل وأبهج مماتظن. فيا أيها العاقل اعط كل شىء حجمه ولا تضخم الأحداث والمواقف والقضايا بل اقتصد واعدل ولاتجرى ولاتذهب مع الوهم الزائف والسراب الخادع واسمع ميزان الحب والبغض فى هذا القول الجميل "أحبب حبيبك هونا ما فعسى أن يكون بغيضك يوما ما، وابغض بغيضك هونا ما فعسى أن يكون حبيبك يوما ما" والله ولى التوفيق والسداد.