دائما ما نشعر بالارتياح عند سماعنا لكلمة العدل ولما لا وهذه الكلمة من أسماء الله وصفاته الحسنى، التى أمرنا أن نؤمن بها وندعوه سبحانه وتعالى بها.
وأردت فى هذه الكلمات القلائل أن أرشد نفسى والقارئين إلى مدى الأهمية القصوى لتحقيق العدل الداخلى الكامن فى النفس البشرية،
ليس بتطبيق القوانين النصية أو العرفية ولا بالنظر لأحكام القضاء .. لا ليس هذا ما أردت التنويه عنه البتة.
ولكن الذى أبتغى بيانه هو إخراج الجانب الإيجابى من ظلمات كيانك الداخلى إلى أنوار العدل الخارجى من أقوال وأفعال ومعاملات ليس بحسب قانون معين، ولكن امتثالا للفطرة السليمة. مصداقا لقوله تعالى... "فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا" ..فبداخل كل نفس الحسن والقبيح.
ولكى تبرز الجانب الحسن التقى المضىء وتعلى من قدره، عليك أن تبعد كل البعد عن الشيطان والهوى والنفس الأمارة بالسوء واختيار جليس دربك من زميل بالدراسة أو شريك بالعمل أو زوج بالحياة الزوجية، لأنه وبكل بساطة إن لم تقف صامدا أمام أعدائك الثلاث أو لم تحسن اختيار من تساير وتعاشر فسوف تحيد وتنحرف عن الفطرة السليمة، وتترك الحق والعدل ولا تلقى له بالا، وستقول وتسمع وتفعل وترى الباطل القبيح وكأنه الحق الحسن، فعلينا بالمبادرة بوزن كل تصرفاتنا حتى نقيم العدل حسب فطرتنا الصحيحة فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله .