لما غُلُب حمارى وراسى لفّت ومخى بدأ يخلط من كثرة الأسئلة اللى مالهاش جواب مشيت فى الشارع سارح وباشوّح بإيديّا وصوابعى يمين وشمال.
وبعد لأى زى مابيقولوا جهابذة اللغة العربية..أدركت وفهمت إن الكلام كان صحيحاً ومتغطياً بلحاف المكر والخبث والدهاء.. لما قال ناظر "مدرسة المشاغبين" للأباصيرى بيه فى المسرحية اياها:": ابنك يا محترم سرق عربية رئيس مكافحة سرقة السيارات!! طب ازاي؟!!.. أتارى اللى يعيش ياما يشوف ويسمع!!: خدوا عندكم مثلاً: سرقة خزينة بنك ناصر بمدينة نصر!!.. لأ والأنقح :" سرقة خزينة مديرية أمن الإسكندرية.. وخبر سرقة ربع مليون جنيه من خزينة بإدارة الحماية المدنية.
وكل ده كوم وإن نفر واحد بس من اللى وردت اساميهم فى فضيحة فساد القمح نفر واحد يرد للدول 77 مليون جنيه!!!.. وماعرفش الرقم ده بيتكتب ؟!!.. ياريت أكون مغلتش؟ !! ولقيتنى بلا إرادة منى وبدون وعى باضرب قورتى بكف ايدى ضربة خلتنى أتكوّم على الأرض وما أحطش منطق!!. لأنى افتكرت وياريتنى ما افتكرت خبر: حبس مدير أمن ديوان محافظة القاهرة السابق 15 يوماً لاتهامه بالرشوة!!!
ولما إعلامى كبير فى السن والمقام يقول بالفم المليان وعلى عينك ياتاجر: إن لعبة البكيمون جابت فى أسبوع واحد كل الايراد اللى بتجيبه قناة السويس فى سنة !.. طيب فى دى حالة المطلوب مننا نعمل ايه بالظبط ؟ هل نردم القناة ونستثمر فى البكيمون والا ايه ؟!
ولقيت نفسى ماشى فى الشارع أكلم نفسى وأميّل على أى واحد يقابلنى وأسأله: الكلام ده معناته ايه؟!! والغريب إن ردود الفعل كانت هى هى لا فرق بين واحدة ست لابسه شفتشى ومكوّمه فوق راسها باروكه شعرها الغجرى بيملّس على خدود السحاب، وواحده تانية ماشفتش منها إلا عين واحدة من عينيها.. أو واحد ببدله تلات قطع وكرافته فى عز الحر.. وواحد بجلابية بكم واسع وعمّه عشرة امتار كلهم كانوا بيبصّوا لى باسى وواضح إنى كنت صعبان عليهم جداً.. وبعدين بيظغروا بالقوى فى الساعات اللى فى ايديهم.. ويقطبوا أجبانهم (دى فى ذمتى تعنى جمع جبين)!! وبيمشوا سُكْتُم بُكْتُم بلا أى كلمة ولا حتى رد السلام !!.. وبرضو بعد لأى وجهد لأن فهمى على قدى.. فهمت..ان الناس المحترمة دى كانت بتجاوب على السؤال وانا مش واخد بالى اتاريهم ياولداه كانوا بيقولوا من غير مايتكلموا :إن دى من علامات الساعة!!!.
ولما استهديت بالله ورجعت البيت قعدت اصرخ وأهاتى بعلو الصوت واقول: يوريكا يوريكا كما عمنا ارشميدس.. نويت بكل ترصد وإصرار ولأنى متأكد: إن مافيش إلا هو اللى حيجاوبنى ويريح بالى: فتحت صفحة عم جوجل على النت وبمجرد ما كتبت السؤال لقيت الجهاز :هنّج" والنور انطفى!!.. ولما رجْعت الكهربا تانى يوم وقبل ما الميه تقطع جريت أبل ريقى وشربت بقين بالعدد لقيت عم جوجل رجع وبيظغرلى بنص عين احتقار وكاتب: أنا يامحترم بقالى سنة بدور على اجابة نفس السؤال. امش بعيد يالكع سؤالك مالهش عندى جواب... حد عنده اجابه ينوبكم ثواب.؟!!.