هناك الكثير من الناس من يعيشون فى الماضى ويرهقهم التفكير فيما حدث معهم من أحداث وتؤنبهم ضمائرهم ويتمنون لو عاد بهم الزمن ليصلحوا ما قد افسدوه فى الماضى وهناك آخرون من يعيشون فى الخوف من الأحلام المستقبلية كمن يريد أن يصبح مؤمنا لمستقبله القادم الذى يتمنى أن يكون مستقبلا أفضل ولكن يتوقع المستقبل بتفكيره السلبى بأنه لا أمل فى الحياة وكيف لى أن أصبح كذلك وهل هذا ممكن.
وفى الحقيقة ان هذان الطرفان يفتقران فى تفكيرهما إلى الوسطية فى الاحساس بالزمن فماذا تستفيد ان عشت فى الماضى أو اذا غرقت فى الخوف من المستقبل فأنت لن تصلح الماضى والمستقبل لا يعلمه إلا الله لذلك من الافضل ان تتبع المبدأ الزمنى الذى يقول عش اللحظة ولكن ما هو مبدأ عش اللحظة.
إن مبدأ عيش اللحظة هو حالة وسطية بين أن تغرق فى الندم على الماضى وان تغرق فى الخوف من المستقبل وبدلا من هذا الخوف فأن هذا المبدا يجعلك تتعلم من اخطا الماضى بدلا من الندم الذى لن يعيد شيئا اليك وبين الخوف من المستقبل الذى هو بين يد الله العادل الذى لا يضيع معه تعبا.
فالحياة تتطلب أن تعش اللحظة بالطريقة السليمة التى يمكنك عن طريقها إصلاح ما فسد من الماضى السيئ وبها أيضا تصنع مستقبلك إذا عشت اللحظة بالطريقة السليمة.
لذلك أقول لك يا أخى الحبيب عش اللحظة بكل ما أوتيت من قوة عشها بكل قواك حتى ولو كانت الظروف تضيق بك وشعرت انها اخر لحظات حياتك عش اللحظة فانت لا تمتلك إلا عمرا واحدا فهناك خياران إما ان تتحكم انت باللحظة الحالية وتسيطر عليها أو أن تجعل اللحظة هى من يتحكم بك وتسيرك كما تريد هى فعليك ان تختار بينهما.
لذلك عش بإيمانك بالله وثق أنه عادل ولا يضيع أجر من تعب فى الخير وأنه لا يديم فى الدنيا ضيق مدام الله موجودا فهو من معه مفتاح الحل فعش لحظتك الآن بملء قوتك واترك الحل والعدل بين يدى الديان العادل.