المشكلة:
تعانى مصر من عشوائية واضحة فى تجميع وتوزيع أموال الزكاة حيث تقوم جهات عديدة على تجميع أموال الزكاة مثل عشرات الآلاف من لجان الزكاة التى تعمل بالمساجد، والجمعيات الخيرية التى تقدر بأكثر من 20 ألف جمعية تعمل على تجميع الزكاة، وبنوك الزكاة، ومشيخة الأزهر، وبيت الزكاة المصرى هذا غير كثيرٍ من الأفراد الذى يثق فيهم البعض فيعطيهم الزكاة لتوزيعها، وهى مبالغ تقدر بعشرات المليارات من الجنيهات.
ومن العشوائية أن كل جهة تضع لها معايير للتوزيع والبعض يعمل من غير معايير أصلًا، وتظهر العشوائية فى تكرار حالات الفقراء التى تأخذ الزكاة من أكثر من لجنة وجمعية وغير ذلك.
أضف إلى ذلك أن أعضاء اللجان والجمعيات منهم أناس فضلاء كثيرين ولكن هناك البعض ممن دخل للتربح والتكسب عن طريق الجمعية واللجنة.
ناهيك أن البعض من لجان الزكاة والجمعيات يقوم عليها اشخاص لهم انتماءات للجماعات المنحرفة وهذا له سلبيتان كبيرتان:
السلبية الأولى: أن تستخدم أموال الزكاة فى تمويل أنشطة الجماعات المتطرفة
قال محمود عبد الحليم فى كتابه "الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ" 1/189:( فهمت بعد ذلك أيضاً أن "الإخوان المسلمين" أخذوا على عاتقهم النهوض بمهمة محدودة هى أن يقوموا بجمع تبرعات مجاهدى فلسطين، وكان الأستاذ المرشد] يعنى حسن البنا! [فى كل مرة يوم جمعة يوزعنا على عدة مساجد فى القاهرة يرسل إلى كل مسجد اثنين على الأقل، ثم لم يكن جمع الأموال لإعانة المجاهدين الفلسطينيين، بل لربط قلوب الناس بهم، واختبارهم لمدى تجاوبهم. وأحب أن أنبه القارئ بهذه المناسبة إلى أن النقود التى كنا نجمعها من المساجد والمقاهى والبارات!!، لم يكن القصد منها إعانة إخواننا المجاهدين الفلسطينيين بها، فهم كانوا من هذه الناحية فى غير حاجة إليها، لأن أغنياء أهل فلسطين من التجار كانوا من وراء هؤلاء المجاهدين)
السلبية الثانية: إذا أعطى الإخوان المسلمون لأحد العوام من مال الزكاة، قاموا يصورون هذه الصدقات بكاميرا الفيديو، وينشرونها فى صفحاتهم ليقنعوا الآخرين أنهم أناس أصحاب جهد خيري، وأنهم واسطة مأمونة بين أهل الصدقات والمستحقين لها، ثم يستخدمون أولئك الفقراء بعد ذلك فى المظاهرات وتأييد أفكار الجماعة وقد يصل الحال إلى تجنيدهم كما تفعل جمعيات الاخوان الخيرية إلى يومنا هذا.
الحل :
أن تقوم الدولة – فقط – بجمع أموال الزكاة عن طريق جهة واحدة تتفق عليها ومن ثم يتم ضم جميع المستحقين إلى قاعدة بيانات موحدة فى هذه الجهة مثل بيت الزكاة المصرى وتقوم هذه الجهة بنشر إدارات لها فى أنحاء الجمهورية لتجميع الزكاة وتسجيل المستحقين الجدد ولا يتم الاكتفاء بنشر رقم الحساب البنكى ومن الممكن التعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى فى هذا الأمر، مع تشديد الرقابة على إدارات التضامن فى عمل أبحاث المستحقين.
وبدلًا من أن يكون عندنا أكثر من برنامج مثل تكافل وكرامة وما يصرفه بيت الزكاة المصرى وغيرهم، يكون هناك برنامج واحد مثل برنامج "تكافل وكرامة" يبذل فيه كل الجهد لمساعدة المستحقين.
وبدلًا من أيكون برنامج تكافل وكرامة عبء على ميزانية الدولة فيا حبذا لو تم الإنفاق على هذا المشروع من بيت الزكاة المصرى.
ملحوظة: التقديرات لأموال الزكاة قد تكون 30 مليارا، لكن الحقيقى أكثر من ذلك بكثير.