قد يبدو الموضوع خادش للحياء أو لم يعتد المجتمع الخوض فى هذا الموضوع، لأنه يتعلق بالمتعة الجنسية للمرأة –والعياذ بالله –.
إن المجتمع لم يكتفِ بقهر المرأة بالتحرش بها مرة وبالتنكيل بها مرة أخرى، ولكن حملها ذنب ليس بذنبها وتفتق ذهن المجتمع أن يقتطع جزءاً هاماً من جسدها ثم بعد ذلك يتهمونها بالبرود، وأنها ليست أنثى كاملة .. يقتلوا القتيل ويمشوا فى جنازته .. اغفلوا كلام العلم وصموا أذانهم عن سماع صراخ السيدات اللاتى عانين من أضرار هذه الجريمة .. بل فى بعض الأحيان تكون هذه العملية هى نوع من انتقام الأم لابنتها، نعم انتقام وكأنه مثلما عانت الأم يجب أن تعانى الابنة أيضا .. حتى حينما صرخ المستنيرون بأضرار هذا القاتل النفسية الجسيمة التى تعانى منها المرأة سمع بعض الناس وبعضهم أصر على هذه الجريمة .. فى حديث لى مع إحدى السيدات التى تعرضن لعملية الختان كانت تبكى ألما لأنها لم تستطع أن تستمتع أو تمتع زوجها .. أى ألم نفسى قد عانت منه هذه المرأة وهى تشعر بأنها أنثى غير كاملة لمجرد إرضاء المجتمع ..
روت لى أنها كانت تقضى ليال طويلة تبكى من نظرات أو تعبيرات زوجها لها.. وللحقيقة ليس فقط الختان هو السبب، ولكن السبب الرئيس هو التربية الجنسية الخاطئة التى تعانى منها المرأة فمنذ نعومة أظافرها تستمع إلى العيب والحرام واللى ما يصحش .. وعندما يشتد عودها تجد أصابع الاتهام توجه إليها إذا تعرضت لأى تصرف غير لائق .. انتى اللى شجعتيه .. لبسك شجعه .. ما تكلميش حد .. وغير ذلك من نوعية النصائح التى فى واقعها أدوات اتهام .. حتى عندما تتزوج .. ما يصحش تبين لجوزها أنها تريده .. عيب يقول عليكى إيه مش متربية .. ولا حتى تظهر أنها مستمتعة عيب يقول عليكى إيه جربتى قبل الجواز .. ومن الناحية الأخرى يتم تغذية الرجل منذ صغره على أن كل شىء مباح له فهو الكائن الأقوى.. فكان الحل الأمثل هو ذبح المرأة حتى لا تجلب لهم العار والعيب ..
ونظراً لأهمية هذا الموضوع وتأثيره العميق على المجتمع .. ناقش مجلس الشعب قانون يجرم هذه العملية .. يا فرج الله أخيراً .. ستنصف المرأة .. وإذ بالنائب الهمام ينتفض ويعترف بحقيقة أنه يجب أن تختتن البنات لأن 50% من رجال مصر يعانون من الضعف الجنسى، وتناولت وسائل الإعلام تصريحات هذا النائب بالسخرية العارمة .. وظهر فى عدة برامج كى يبرر ما صرح به .. يا سادة بعيداً عن المناقشات والبرامج .. لا تذبحوا المرأة لا تشاركوا فى حرمانها من متعة قد منحها لها الله وإلا عاقبوا الرجل أيضاً .. إن الشرف لا يكمن فى أعضاء الإنسان ولكن فيما يتغذى عليه من مبادئ وأخلاق.