هناء ثروت تكتب: المنيا.. طائر الحب الجريح

المنيا.. هذه المحافظة التى اشتهرت فى السنوات الماضية بأحداث عنف وجرائم طائفية بشعة.. قد يبدو للبعض أنها محافظة دموية وقاتلة لأبنائها.. ولكن هى على العكس تماماً.. فما إن تدخل حدود هذه البلدة الجميلة حتى تستطيع أن تشم رائحة الهدوء والراحة بعيداً عن ضجيج القاهرة.. تجد الدفء والمحبة فى عيون كل من تقابلهم.. وخصوصاً لو أنك كنت منها وتركتها للعمل فى اى محافظة اخرى.. عندما تعود اليها تجد جميع عيون جيرانك واهلك تحتضنك وكأنها كانت تشتاق إليك وعندما تذهب إلى نيلها تجد الخير والصمود وتجده شاهداً على تاريخ هذه المحافظة.. ربما الآن تسأل اذا كانت المنيا بكل هذا الجمال فما الذى نسمعه عنها ؟ الأحداث التى أثرت فى المجتمع وهزت عرش المبادئ والقيم من السبب فيها؟ طبعا لكم كل الحق فى طرح هذا السؤال ولكن اجابة السؤال لن تقتصر على المنيا فقط.. فما يحدث فى المنيا هو نتاج تعاليم مخالفة لكل الأديان.. نتاج اندساس طيور الظلام التى انتهكت كل حرماتنا ومبادئنا وقيمنا وتقاليدنا.. هذه الثعالب الصغيرة التى افسدت كرومنا.. ابواق قد صرخت فى آذان المصريين لتفرقهم وتصنع البغضة بينهم.. بعد ان كنا نأكل فى طبق واحد ونعيد اعيادنا مع بعضنا البعض جاءت هذه الوحوش الكاسرة لتكسر وحدتنا.. نعم نجحت فى اختراق وحدة المصريين لا مسيحيين ومسلمين فقط ولكن بين المسلمين وبعضهم أيضا وحوش لا ترضى إلا برائحة الدم مستخدمين الدين ستاراً حتى ينفذوا خطتهم فى تدميرنا وشتاتنا.. ففى الفترة الاخيرة وجدنا انهم يبدعون فى أساليب العنف وتطويرها حتى نقف فى وجه بعض ولكن لأن المصريين - طينتهم اصيلة كما كانت تقول جدتى – لم تستطع هذه الطيور فى كسر وحدتنا وتجدنا سرعان ما نلتف حول بعضنا البعض.. ان افضل وسيلة لمحاربتهم ان نلتف حول بعضنا ونرفضهم ونخرجهم من ديارنا.. لقد اصابنى الحزن حينما قال لى احد الأصدقاء انتى مسافرة المنيا ليه دى كلها دم وخراب.. لا ان المنيا قد تكون مصابه كحال معظم المحافظات لكنها تشع بالحياة والدفء والخير والروح المصرية الاصيلة وقد تجلت هذه الروح ابان احداث فض الاعتصام وحينما حدثت احداث العنف هناك وأشعلوا الحريق فى سفينة فى النيل احتضن ايهاب (مسلم) زميله بيشوى (مسيحى) حتى لا يتركه وحيدا فاحترقا سوياً ولو يستطع اهلهم ان يفصلوهم عن بعض ودفنا سوياً.. ابعد هذا الرباط المقدس.. رباط الدم.. يقدر احداً ان يفصلنا أو يكسر وحدتنا.. اصدقائى ادعوكم لزيارة المنيا حتى نعطى الحياة لهذه المحافظة وننزح عنها غطاء الحزن الذى لازمها.. ادعوكم لزيارتها ولن تندموا.. حتى نضمد لها جراحها.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;