كان يجلس متكئاً..
يقرأ فى وجوه المارين
وعيون العابرين..ما لا يكتبُ
تمر بين يديه نعجته
التى كانت تطعمه صيامه..
وكانت تسمع منه أقاصيص الهوى..
ومن أنسه تشربُ
***
فى البدء كانت الكلمة..
وفى النهاية..
كان الصمت
فى لقاء المحبين..
شىءٌ لا يتبينه سوى الخوف
يقبع قريبا من لقائهم..
ينام فوق أسِّرتهم
وإلى النفس يسرى ويتسربُ
***
كان يرضع من ثدى الحقيقة..
فاكتسب بعضا من صفات العارفين
سلك طريقا..
لكنه لم يضع علامات ترشده فى العودة..
فأصابه التيه..رغم الحقيقة
التى ظن أنه يملك أو يرغبُ
لم يعلم أنه مملوكٌ
فى ظلال العارفين
وأن من يطلب الحقيقة يتعبُ
***
الشمس تنزل منحدرة..
كانت تلاحظها العين وهى مسرعةٌ
كأنها فى لحظة ستنضبُ
تربطنا بالشمس علاقة ما..
هى شعاع صامت..
ضجيجه.. يصم آذان السامعين
الكون يعبر عما بقلبه..
لكنه لايغضبُ
***
لا بد للوجود من مرآة تظهره..
لا جمال للكون بلا عينين..
فما الوردة.. لولا الندى
وما البحر لولا الموج..
سكون مرعبُ
الشمس ترسل خيوطا ضائعة فى الفضاء..
وعند اصطدامها بالقمر تتكلمُ
وعن بهاء النور تعربُ
للنار.. رغبةٌ
يبحثون عنها وهى بغيضةٌ
أفى النار حياةٌ تطلبُ
وضاع بين أعاصير الهوى
كل ما كان يتمنى..
فما الإنسان وما ذكراه
كلٌ يمضى ويذهبُ