د. أحمد صالح عيسى يكتب: عن ميلاد أول مركز بحثى للأطفال أتحدث

التعليم هو أساس بناء الأمم وتقدمها، والتعليم النظرى القائم على الحفظ والتلقين أضعف أنواع التعليم، أما التعليم القائم على البحث والاطلاع والتجريب، هو الثمرة الناضجة التى يستفيد منها المجتمع خير استفادة فثمرة التعليم لن تتأتى بدون مزج المعرفة النظرية بالأسلوب التجريبى المعملى القائم على الاكتشاف والاستكشاف والبحث والاستنتاج. ولا بد من زرع النزعة التجريبية لدى أطفالنا منذ الصغر، فالنشاط المعرفى يزداد بالتجربة والممارسة، فلنجعل البداية من مدارس المرحلة الابتدائية، وذلك بتعريف الأطفال بالبحث العلمى فى أبسط صوره وتنمية المهارات الأساسية المتعلقة بالبحث العلمى كمهارة البحث والتحرى ومن ثم التدرج فى تفعيل التفكير النقدى عند الأطفال ودعمه بالأدلة والبراهين وكيفية تحليل المواضيع بشكل منطقى من خلال البحث والتجربة. وفى مصر نمتلك طاقة بشرية هائلة من المتخصصين وأصحاب الخبرات الكبيرة، وتتوزع هذه العقول فى المراكز والمدن الاستكشافية حيث الطاقات البشرية والفنية، وتكنولوجيا هائلة تجعلها قادرة على القيام بهذا الدور على أكمل وجه. فكانت الفكرة وليدة عصر البحث والتجريب، مركز بحثى خاص بالأطفال، يحتضن ابداعاتهم وينمى لديهم مهارات البحث العلمى بطريقة علمية منهجية تعطيهم الثقة فى أنفسهم ليكونوا قادرين على تحقيق أحلامهم ومواصلة إبداعاتهم. فكرة إنشاء مركز بحثى للأطفال فكرة رائدة تتطلب تحديدا واضحا للأهداف وتخطيطا علميا دقيقا لمراحل الإعداد والإنشاء بداية من اختيار المكان المخصص لإقامة المركز ومرورا بتوفير الدعم المادى اللازم وانتهاءً بالإشراف الاكاديمى والعلمى. تلك المعايير تم تحقيقها بشكل مناسب، فاختيار الموقع كان موفقا بدرجة كبيرة فقد تم تخصيص فرع المركز الاستكشافى بالملك الصالح ليكون اللبنة الأولى لمركز الأبحاث حيث الهدوء والموقع الفريد فى قلب العاصمة، بالإضافة إلى توفير الدعم المادى من بنك الاستثمار فضلا عن بروتوكول تعاون مع أكاديمية البحث العلمي، وجامعة زويل، ويتم الآن الإعداد لبروتوكول تعاون مع المركز القومى للبحوث للإشراف الأكاديمى. ما تم تحقيقه يعد طفرة حقيقية فى طريقة وأسلوب بناء جيل للمستقبل قادر على العبور بنا من مرحلة الاستهلاك العلمى إلى مرحلة إنتاج العلم والتكنولوجيا، ويعد خطوة مهمة على طريق اصلاح منظومة التعليم والخروج إلى أفق أكثر رحابة لعقول أطفالنا ونحن نرحب بأى جهد من شأنه جعل التعليم متعة لهذا الجيل، نرحب بالتعاون العلمى بين وزارة التربية والتعليم والجامعات المصرية ومراكز الأبحاث، نرحب بالفكر المبدع. لأننا ببساطة نحلم بجيل قادر على حل مشكلاتنا بأسلوب علمى، نتطلع لحل مشكلاتنا بفكر جديد بعيد عن تلك المسكنات التى لا جدوى منها. وفى النهاية نرجو أن يستمر هذا الحماس فى عقول من قاموا بهذا المشروع العظيم، وألا يتحول لمبانى لا روح فيها مثل معظم مشروعاتنا، إن البداية القوية لا تغنى عن استمرار العمل بنفس القوة. نحتاج لقيادات لها وعى بما نحن مقبلين عليه، نحتاج لكل يد تبنى وخير البناء بناء العقول ولاسيما عقول جيل سيحمل راية وطن بأكمله. أهلا بكل فكرة تتحول لإبداع يساهم فى بناء وطن لنا جميعاً.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;