أصبحت مشكلات التعليم حواجز شائكة.. مشكلات خطيرة تسرى فى جسد العملية التعليمية فبرغم من المسميات العديدة التى تطلق للخروج من هذا المأزق ومن أشكالها تطوير التعليم ،التقويم الشامل، التعلم النشط، الجودة والاعتماد، القرائية، الحسابية وغيرها من المسميات التطويرية فى طرق وأساليب التدريس والتى شاركت فى تنفيذها العديد من الهيئات والأجهزة على مدى عشرين عاما إلا أن النتائج المرجوة لم تحقق ادنى الأهداف، بل على العكس جاءت بالمشكلات وتراكمت ولم يعد أمام الإدارة المدرسية ادنى حل لمواجهة مشكلات تسببت فى انهيار التعليم.
المدارس لم يعد لها البريق القديم فى نفوس التلاميذ والطلاب، لم يعد المكان الذى يحبونه ويفضلونه، بل أصبحت معظمها مكانا منعزلا لا تتوافر فيه أماكن ممارسة الهوايات إلى جانب التعلم والابتكار، نجد أحيانا المقاعد غير مناسبة وفصول غير نظيفة لعدم استطاعة وزارة التربية والتعليم حل مشكلة عجز العمالة فى المدارس ولا بديل عن الذى يخرج على المعاش! وتقلص الدور التربوى للتربية والتعليم فأصبح اسم على غير مسمى وتسبب كثيرا فى إحداث الانفلات الأخلاقى المشوه.. فلم يعد هناك "تربية" أو تعليم.
وهناك أسباب واضحة لعزوف التلاميذ عن انتظامهم بالمدارس ومعظمهم وضح عليهم وكأنهم مصابين بعقد نفسية من المدارس، يشعرون أن الدنيا قد اسودت فى وجوهم صباح كل يوم من لحظة دخولهم أبواب المدارس، وأيضا دورات المياه التى أصبحت أسوء مكان يرفضه التلميذ وأيضا المعلم ويضطر كلا منهما أن يذهب إلى داره، وكثافة الفصول الزائدة والتى تجعل التلميذ شارد الذهن وتجعل المعلم فاقد السيطرة على إدارة الفصل !كما نجد ان من أسباب عزوف التلاميذ والطلاب عن الانتظام بالمدارس يرجع إلى طرق التدريس المملة وأيضا المناهج القديمة بالإضافة إلى الحالة الاقتصادية لمعظم الأسر المصرية وظواهر العنف المدرسى بين التلاميذ وأيضا من المعلم للتلاميذ.
المدارس فقدت دورها لعدة أسباب منها غياب المعلم القدوة وانعدام ممارسة بعض الأنشطة المدرسية فى معظم المدارس ومنها التربية الموسيقية والمسرحية وجماعات الخطابة والصحافة والكشافة والمرشدات وعدم وجود البيئة المناسبة وافتقار معظم المدارس إلى وجود حدائق بداخلها، وأيضا الاعتماد على الكتاب المدرسى بأشكاله وأساليب عرضه القديمة فيظل عصر المعلومات والتكنولوجيا وحكايات حروب الجيل الرابع والخامس !.
وحتى نعيش فى الواقع وبعيدا عن أساليب التجميل والإخفاء للحقائق فلابد أن نخترق الحواجز الشائكة فالأسباب معلومة وواضحة وضوح الشمس ولكننا لا نضع تحتها خطوط حمراء ونجد أنفسنا كالساقية تلف وتدور حول نفسها.. وبفعل الزمان نترك تلك المشكلات تتراكم وفى نفس الوقت نتحدث من جديد عن إصلاح التعليم.
ومن هنا نفتح ملفات عديدة من المشكلات وعلى المسئولين عن التعليم الإجابة على الأسئلة المطروحة فالعالم من حولنا يتغير والحديث عن التفكير الابتكارى وليس كيفية استرجاع ما فى الكتب من معلومات فى ورقة الامتحان.
لماذا يلجأ طلاب المدارس إلى الدروس الخصوصية برعاية أولياء الأمور ؟ وهل أصبحت نتائج التلاميذ معبرة عن الواقع الفعلى الذى يوضح انخفاض المستوى التحصيلى للتلاميذ ومستوى أداء المعلمين فى المدارس ؟.
وماذا عن الأنشطة المدرسية هل استطاعت أن تقوم بدورها فى استمرارية تنمية المواهب الرياضية والفنية والثقافية ؟.
فماذا عن الحلول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. يجب أن تتخذ الإجراءات والتدابير لتغيير مناهج التعليم بما يعمل على إتاحة مناخ لتربية أبناؤنا تربية سليمة فالمعلم على اختلاف ثقافته ودرجات علمه، هو الذى يربى أبناء الشعب، ويهدم الجهل، ويثقف العقل، ويهذب النفوس، وهو الذى يخرج الناس من الظلمات إلى النور، وهو الذى يخلق المواطنين الصالحين، لذا عليه أن يؤدى واجبه بأمانة، وأمانة المعلم تتمثل فى تربية النشء وتثقيفه علمياً ودينيا ومسلكياً، وعليه أن ينشر فى صفوف تلاميذه الفضيلة والتعاليم الدينية، والمبادئ السامية، وحب الوطن، ولا يجب عليه أن يترك هذه المبادئ والتعاليم أو يهملها، لأنها هى التى تعمل على تهذيب نفوس التلاميذ.