تقع أعيننا نحن العرب على الإرهاب الذى يموج فى أوطاننا، ويبلغ جل التركيز عندنا حينما نرى دماء إخواننا تنسكب أرضا أو يشردوا من ديارهم.
وكلى ثقة فى أن هذا الإرهاب الذى يلوث وطننا العربى سيزول وسيندحر بفضل الله أولا ثم بفضل هذه البلد ثانيا وهى "مصر"، ومصر قالت على لسان الرئيس السيسى فى كلمته الأخيرة فى الأمم المتحدة "استمرار نزيف الدم لم يعد مقبولا".. وبالتأكيد ستعى هذه الجملة دول ودول أخرى لن تعيها، لكن فى النهاية سيزول الإرهاب فى أوطاننا وسيعود الأمن.
لكن هناك إرهاب آخر يضرب جذور أفريقيا، وهو خطر حقيقى ربما لم يصل إلى ذروته الآن، لكنه خطر قائم، ولا شك أنه سيأتى يوم وتعزف على أوتاره قوى بعينها، و《الدول الإرهابية》 التى كانوا ينووا قيامها عندنا قد تتفجر هذه الفكرة مرة أخرى، وتستهويهم أرض أفريقيا بالجماعات التى تضرب وتموج فى إنسانية هذه القارة.
بوكو حرام ومآسيها فى نيجيريا غربا، حركة الشباب بالصومال ومآزق الوهن للحكومة الصومالية شرقا، وداعش ليبيا والهدر فى دماء الأشقاء شمالا، وجماعات أخرى بمسميات مختلفة تغزو القبائل وتتحرك فى الأدغال وتستقطب شبابا ونساء بدعوى الدعوة والدين.
أرى إن خطر الإرهاب فى أفريقيا قريبا سيكون أكبر بكثير من خطر الإرهاب فى وطننا العربى، وهذا الخطر يستلزم دحره ومناهضته وهو ليس بالبعيد عنا، والتحرك يجب أن يكون عالميا، وعلى كافة الأصعدة، فأفريقيا بؤرة صراع كبيرة قادمة، فالوقاية الآن ثمنها سيكون قليلا عما هو قادم.