عندما يغرق قارب أو مركب قرب سواحل رشيد فى مصر وعلى متنه مهاجرون شباب يراودهم الحلم الأوربى ويقضى منهم 150 ويتم إنقاذ ضعف ذلك العدد، هنا تجد دموع الثعالب والتماسيح تُذرف وبغزارة تباكياً مزعوماً لا بقصد التعاطف الإنسانى والطبيعى والحقيقى والمنطقى مع من قضوا، ولكن لأهداف خبيثة أخرى ولحقد وغل دفين من دعاية سوداء من جهات وأناس تجردوا من كل ألوان القيم والضمير وجعلوا من الإعلام القذر وسيلتهم القذرة للنيل من مصر ولما يتصورونه بناء مجد وهو فى حقيقته ( مجد ) زائف ومزعوم وسم يبث ويدس ليس إلا.
وإلا بالله عليكم هل يتساوى الطيب مع الخبيث ؟ أو لنقل هل يتساوى هذا مع ذاك ؟ فهناك مثلاً فى تركيا رجل يقال عنه كذباً وزوراً وبهتاناً من أنه رجب وطيب وهو فى حقيقته خبيث، ولم لا والمتاجرة بألام الناس والمهاجرون وظيفته وعلى عينك يا تاجر، فتركيا نعم لا يخفى على أحد هى مركز وترانيزت لتلك التجارة الرخيصة التجارة بالبشر بكل ما لكلمة رقيق من معنى ومتاجرة بألام الناس التعساء، ويتفاوض ( الطيب ) الخبيث بشحمه ولحمه مع أوربا وينال، أو يحصل منها على المقابل والمعلوم، نظير عدم ترويع أوربا بتلك الهجرات ولكنه وفى كل الأحوال يستفيد من الجانبين وكمثال فنحن نعلم والعالم كله يعرف حكاية ألــ ثلاثة مليارات من أوربا لأردوغان، هذا غير الحلم الأهم للطيب أو لنقل الخبيث، الحلم الذى يراوده من أن ينضم بطريقة ما أو بأخرى لليورو مستجدياً وسمساراً يتاجر بألام دول جوار تركيا التى خربها كسوريا والعراق، وأيضاً لصناعته أبشع الجماعات ودعمها بكل ما أوتى من خبث وعفن كالدواعش مثلاً وقد بدا معهم كالمنشار حقيقة (طالع واكل) نازل واكل كما هى طبيعته مع المهاجرون الذين يحصل من خلالهم على المقابل والمعلوم.
ومع ذلك نجد بعد ذلك من التماسيح من يسكب الدمع ويذرفه زوراً وبهتاناً، قال إيه على من قضوا فى رشيد رغم أن الوجع يستحق حقيقة فالإنسان هو الإنسان بكل قيمته، ولكن بالله عليكم هل أردوغان وحملة مباخره صادقون فى دموعهم تلك ؟ أم أنها نكاية فى مصر ؟ حتى لتبدو تلك الأبواق الصادرة والناعقة والزاعقة من تركيا ( وكما العاهرة التى تتحدث عن الشرف عندما يذرفون دموعهم الكاذبة على من قضوا فى رشيد بينما تركيا كلها غاصة فى المستنقع وأصبحت ساحة وسوقاً للرقيق وللتجارة والسمسرة ومعابر واضحة وصريحة وترانزيت لركوب البحر فقط ما عليك إلا أن تحجز وتسافر وبعد ذلك تدفع ولدرجة أن حتى أوربا نفسها تدفع أو ترضى بل تذعن وترضخ وتهادن لما يبدو ابتزازاً من أردوغان وتهديده من أنه إن لم يحصل على المقابل من أوربا سيطلق عليها العابرون وسيخلى مسئوليته عن الحدود بل سيفتحها على مصاريعها.
والسؤال كم نفس مهاجرة قضت فى تركيا وكان السبب فى ذلك خبيثها أردوغان ؟ لا شك ألاف بل مئات الآلاف، والله لن يرحم التاريخ أردوغان وقد كان متاجراً وسمساراً ونافخاً لكير النار لما جرى من حرائق فى العراق وسوريا وليبيا ؟ وبعد ذلك تجد من أبواق العفن ومجاذيب الضريح من يتغنى به وبطيبته وبعبقريته.
ولأن الموضوع مرتبط ومتصل ببعضه أى الهجرة وبدموع التماسيح أيضاً أريد أن أسأل سؤالاً أخر: لماذا قطع دونالد ترامب المرشح الجمهورى الأمريكى على نفسه وعداً من انه حال وصوله للبيت الأبيض سينشئ جداراً بين أمريكا والمكسيك لحماية الولايات المتحدة ؟، يعنى باختصار أمريكا بجلالة قدرها وقوتها واقتصادها لم تستطع حماية حدودها أمام ولذلك فترامب يقدم ذلك العرض أو لنقل الوعد والوعيد الانتخابى يدغدغ به عقل الناخب الأمريكى، ولم يلوم أحد المكسيك على أنها لم تحمى حدود أمريكا ولم يلوم أحد أردوغان من أنه لم يحمى حدود أوروبا بل صار مبتزاً يقايض ويقبض الثمن وبعد ذلك يلومون قال إيه مصر على غرق سفينة وكأنها السفينة الأولى فى العالم التى غرقت وليست حلقة فى سلسلة عالمية.
على كل نحن فى مصر عندما نبدى التعاطف والعمل الحقيقى على معالجة تلك الظاهرة فأننا نحمى أنفسنا وحدودنا وقيمنا وأخلاقنا لا متاجرة منا كما يفعل الخبيث أو غيره ولا ابتزازاً منا لأوربا كما يهدد ويقبض علناً.