عربياً وكلما أطلت ذكرى رحيل جمال عبد الناصر يقولون : فى الليلة الظلماء يفتقد البدر، ومصرياً كنا نشاركهم ذلك الرأى : فى الليلة الظلماء يفتقد البدر، إلى حد ما مصرياً يتلاشى هذا الرأى ليس لأننا حققنا ما نصبو إليه أو عادت مصر إلى ما كانت عليه إبان خمسينيات وستينيات عبد الناصر لا ولكن لأننا بدأنا نتلمس ونضع أقدامنا على الطريق الصحيح أن نمتلك إرادتنا ومقوماتنا ومفردات قوتنا، أن نزيح أبشع جماعة بغيضة عرفها التاريخ المصرى وكانت معطلة أيام عبد الناصر وتعاونت مع أعداء مصر وحاربوا عبد الناصر والوطن فحاربهم الوطن، ثم رحل عبد الناصر ( كجسد) وجاءت حقبة السادات المفتون بالأمريكان وبدأ النكوص لخطى وخط عبد الناصر ولدرجة أن هادن السادات الإخوان ويتملقهم وأغدق عليهم مناصب ومنابر وأخرجهم من جحورهم وأقبيتهم وسلحهم بالأقلام وما شابه لغاية مريضة فى نفسه ( كرهه لعبد الناصر) فنال السادات جزاء ما صنعه انقلب سحره وسحرته عليه قتلوه.
وجاء مبارك من بعد السلف أنور، وسارت الأمور على نفس الوتيرة لا أقول أن مبارك كان يكره عبد الناصر كسلفه ولكن المسألة لم تكن شخص عبد الناصر رغم أنه حمل أحلام وضمير ومتطلبات أمة وعالم حر ولكن المشكلة أن مبارك لم يستوعب الدرس وهادن الأخوان وتصور أنه بمهادنتهم سيتقى شرهم أو يبعد شرورهم عن الوطن لتكشف انتفاضة 25 وهى انتفاضة حق أريد بها باطل من كثيرين ومتربصون فى الداخل والخارج لتكشف القناع واللثام عن تلك الجماعة من الملاعين الذين ركبوا الأحداث وامتطوها ووظفوها لمصلحتهم وذهب مبارك من نفس الباب الخلفى الذى ذهب منه السادات .
اليوم نحن مع وضع وثورة صححت وتحاول أن تمحو عن الوطن ما لحق به فى أعوام السادات ومبارك ثم العام الكئيب للإخوان، السيسى أوقظ فينا الحلم أن يمتلك الوطن إرادته وأن يبنى على أساس سليم، بدا السيسى قارئاً جيداً ومستوعباً لكل الدروس وأهمها درس الأخوان من أنهم أخطر على الوطن حتى من أعدائه التقليديين، فلبى نداء الشعب وضرب ضربته ويبدو واثق الخطى يمشى ملكاً .
رحم الله عبد الناصر ونصر أمتنا وشعبنا وجيشنا العظيم ووفق قيادتنا فى تجاوز العثرات المصطنعة وغير المصطنعة.