أعزائى القراء المحترمين أرحب بحضراتكم على أرض عروس الصعيد "المنيا" مدينة الإله "تحوت".. إله الحكمه والمعرفة فى مصر الفرعونية، والتى استحقت بجدارة خلال السنوات السابقة والى الآن أن نطلق عليها ليس ملعب للفتن الطائفية فحسب، ولا حتى البلد المستضيف لتلك النوعية البغيضة من المشاكل، بل انفردت بأن تكون المدينة الأولمبية للألعاب الطائفية، فمن حوادث فردية بين أفراد مروراً بصفر مريم الشهير ووضع سيناريو بارع ومحنك لأطفال ازدراء الأديان وحكاية الست سعاد ومشاكل مفتعلة لبناء الكنائس.
سنتعرف معاً على كافة أشكال وصور الألعاب الطائفية اللعينة فى تلك المحافظة العتيقة..
بداية يجب وقبل أن نطرح للنقاش تلك القضية شديدة الخطورة والحساسية أن نضع نُصب أعيننا مجموعة من الحقائق والبديهيات لنرى الصورة بتفاصيل أكثر دقة ووضوحاً دون مواربة أو إغفال لأى جانب من الجوانب .
فمحافظة المنيا بشكل عام تعتبر من المحافظات ذات الكثافة السكانية العالية، وعلى الرغم من تنوع وثراء الأراضى الزراعية بها إلا أنها تعد من المحافظات الطاردة للسكان، وإذا دققنا فى البحث قليلاً لوجدنا نسبة كبيرة جدا من العمالة الموجودة بالقاهرة والمحافظات، هم فى الأصل من سكان تلك المحافظه العريقة "المنيا".
تعداد الأقباط فى محافظة المنيا مقارنة بمحافظات أخرى ربما يكون فى المركز الثانى بعد أسيوط، وهو ما يوضحه "التقسيم الإدارى الكنسى" لخدمة الكنيسة بالمنيا للعديد من المطرانيات والإبراشيات بخلاف الطوائف المسيحية الأخرى.
وعلى الرغم من ارتفاع المستوى العلمى للعديد من أبناء المنيا فى مختلف التخصصات إلا أن هناك العديد من النجوع والقرى والمراكز داخل المنيا تعانى من حالة جهل وأمية شديدة وتدنى مستوى الخدمات، وهى بطبيعة الحال موروثات سنوات طوال .
وأقف عند تلك النقطة تحديداً لنرى ونستطلع ونعرف جيدا أن المنيا، دون مبالغة، مرتع لزيارات العديد من سفراء الدول الأجنبية ومنظمات المجتمع المدنى متعددة الأشكال و"الاتجاهات والأهداف"، وهنا بالطبع يطرح التساؤل ولماذا تسمح الدولة بذلك وأقولها لك صراحة هل تستطيع دولة فى العالم منع أحد من زيارة مدنها أو ولاياتها؟؟ .. وجدلاً حتى لو تم ذلك لقامت علينا تلك الأفواه الموجهة والمغرضة.
عزيزى من هنا يتضح أمامنا العديد من الحقائق، وبمراعاة ما ذكرناه سابقا من أوضاع المنيا وأهلها، وعلى الرغم من الاهتمام الشكلى من هؤلاء السفراء والمنظمات بالمنيا إلا أننا لم نر أمامنا سوى زيادة الاحتقان والمشاكل الطائفية وتعددها وتطورها ولم نر تطوراً ملموساً بمشروعات تنموية من هؤلاء أو إنجازا يوازى حجم وقيمة هؤلاء (الكبار) فى عالم حقوق الإنسان والخدمات المدنية!
الأدهى والأخطر من ذلك وهى معلومة فى غاية الخطورة منذ سنوات عدة وكانت هناك ملاحظات ومشاهدات قوية أن أغلب المقبولين فى برنامج الهجرة الأمريكية العشوائية السنوى والمفترض أنه عشوائى كانوا من محافظات الصعيد المصرى وتحديداً من محافظة المنيا بل والأكثر تحديداً أنهم من الأقباط، وهنا يطرح التساؤل الهام والأخطر فكيف يكون عشوائيا تماما ودون أى تدخل بشرى ويكون التركيز على فئة الأقباط الصعايدة والأغلب من منهم فى المستويات الدنيا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا بل وأكثرهم من المنيا تحديدا! هل هذا حبا فى المنيا أم عشقاً لأهلها أم ماذا!! أم ربما يكون لتشكيل جماعة ضغط واستغلال سذاجة وقلة خبرة هولاء البسطاء للعب بهم دور مزدوج بالخارج ( احتمال) أم ماذا؟
اما عن تلك الأبطال الدائمين فى مشهد المنيا المتكرر طوال سنوات فهذا المحامى المغوار بطل الدفاع عن حقوق الأقليات المهدرة بحسب تعبيره .
وهذا الحقوقى المنفعل دائماً على سياسات الدولة ولم يذكر لنا مرة ولو على سبيل الخطأ أو السهو ماذا يفعل الآخرون بالمنيا هل هو قضاء بعد الوقت الممتع فى مدينه صناعة المشاكل الطائفية وتطويرها وتنوعها بل وانفرد وشرح لنا على صفحته الشخصية على الفيس بوك كيف هرب الصبية المتهمون فى قضيه ازدراء الأديان لبلد مثل تركيا بالذات فى هذا الوقت!! وهو يعلم جيدا أن هروبهم يترتب عليه الحكم عليهم بأقصى العقوبة لعدم حضورهم الجلسة وهو بالمناسبة الشقيق الأكبر لإحدى الندابات واللطامين على حقوق الإنسان.
وتأتى الطامة الكبرى أن هؤلاء الصبية الهاربين خارج البلاد من شهور عدة وعلى التوازى نجد لطما وندبا وشجبا بأنهم محبوسين طيلة هذه الفترة من نائب برلمانى وحقوقى وهذا المحامى الساعى إلى الشهرة والأضواء دائما.
إنه عزيزى ذلك الخيط (الغليظ) الذى يربط بين عملاء الخارج ممن يهاجمون الدولة وقيادتها ورئيسها وكنيستها القبطية الخالدة وبطريركها فيكتمل المثلث بصناعة الأزمة فى المنيا وزيادة إشعالها داخليا بنشطاء وحقوقيى السبوبة ويكتمل المشهد بمـتآمرى الخارج وأعوانهم ويساق نسبة وراءهم أم بالجهل أو التوجه.
والغريب أن يكون نفس اتجاه ولغة هؤلاء هى نفسها لغة عملاء الداخل من مروجى مصطلحات (حكم العسكر – حقوق الإنسان –عيش – حرية) بالمهلبية، ولكنها ليست مهلبية إنها أسوأ سُم فى أردأ أنواع العسل.
فقط ضع أمامك كل تلك الحقائق وهذه التساؤلات وأتركك عزيزى لترى وتفكر وتحلل بدقه ووعى وفهم .......ليتاجر بك وبهمومك وبمشاكلك وموروثك البغيض من سنوات صناعة الطائفية، والتى تعود لسبعينيات القرن الماضى ومحاولة القضاء والإفشال لكل جهود بناء الدولة الحديثة.
نعم الدولة الحديثة أقولها بكل إيمان وثقة ويقين، فدولة الثلاثين من يونيو لا تتعامل بأسلوب رد الفعل أو التعامل السطحى والشكلى، فليست الأزمة فى تغيير محافظ أو مدير أمن أو مسئول أيا كان.
دولة 30 يونيو يا سادة تعمل وبقوة لبناء دولة عمل ومعرفة ومساواة على أسس موضوعية وحل جذرى وموضوعى لأزمات وأوجاع الوطن الواحد والأرض الواحدة التى تجمعنا، والتى لن تفلح ولن تُفلح إلا بنا جميعا علما وعملا، أدركت بالفعل كل أخطاء سنوات عدة بما لها وما عليها من إيجابيات وسلبيات أدت لما نحن فيه الآن.
ويكفى أن نعرف أن المنيا ستشهد فى القريب العاجل جداً العديد من المشروعات التنموية والصناعية والاستثمارية بمزيد من فرص العمل لكافة أبنائها وإيجاد فرص معيشية أفضل ومجتمعات حديثة تليق بالمواطن، ولكن لأنهم يعرفون ما يخطط لإحداث نقلة نوعية لصعيد مصر بوجه عام والمنيا بوجه خاص فالحرب أكثر ضراوة وشراسة .
فوسط هذا الكم الهائل من وسائل الإعلام المباشرة وغير المباشر تواجه مصر أخطر حروب القرن الواحد والعشرين وهى حرب الإبادة بمخططات مزودجة من مشاكل وافتعال أزمات وسريان شائعات، مستخدمين فى ذلك كل ما يمكن من جهل وسطحية وانقياد وتبعية عمياء عند البعض ممزوجة بأردأ ما بُليت به مصر منذ يناير 2011 وهو عدم احترام الكبير وإهانة كل الرموز، إنها حرب الوجود خلال وقت عصيب وقصير فإما أن نكون أو لا نكون.
اجتهدت خلال هذا العرض والتحليل أن أصل إلى العديد من الحقائق قد أكون أصبت فى بعضها أو أخطأت فى البعض الآخر، ولكن فى النهاية يشهد الله أننى لا أبغى سوى وطنى الذى أعشقه مصر.