المال والبنون زينة الحياة الدنيا نعمتان سوف يحاسبنا عليهما سبحانه وتعالى يوم القيامة المال فيما أنفقته وأبنائك كيف كانت تربيتك لهم وما مدى برك بهم. رغم أن العام الدراسى قد بدأ إلا أن مازالت شوارعنا تعج بالأطفال والشباب لساعات متأخرة من الليل وفى كل الأحياء إذا كانت شعبية أو راقية لم يعد هناك فرق كبير. المأساة أننا نترك أبناءنا للشارع، والشارع هنا ممكن أن يكون النادى أو الكافيهات الخ. ثم نشتكى جحودهم لنا وجرأتهم وقلة أدبهم علينا.
فنحن السبب فهم نتاج تربية الشارع فهم ليسوا أبناءك بل أبناء الشارع الذين تركتهم له وأصبحوا عرضه لكل ما هو خبيث وسيئ ويكتسبون أفكار وأخلاقيات الشارع ثم بعد ذلك تبكى دما" على عدم سيطرتك عليهم وضياعهم منك. أين جلوسك معهم ومصاحبتك لهم أين غزوك للأفكار الهدامة المكتسبة من الخارج أين بثك لوجدانهم وقلوبهم وعقولهم بالأخلاقيات النبيلة والكريمة وتعاليم دينك السمحة. فى يوم من الايام أتى رجل لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب يشكو جحود ابنه فأتى بالابن وسأله جحوده لأبيه فقال الابن يا أمير المؤمنين ابى هذا الذى يشكونى اليك لم يكن برا " بى قبل ان اكون برا" به. فسأله عمر كيف هذا اوضح. فقال الابن انه لم يختار لى أما صالحه ولم يختار لى اسما" إلا اننى أعير به ولم يعلمنى الصلاة ولم يحفظنى القرآن وتركنى لصحراء افعل ما اشاء وما يحلو لى. فأيقن عمر أن الرجل لم يكن بارا" بابنه.
فقبل أن تشتكى جحود أبنائك ابحث عن الأسباب التى جعلتهم هكذا وحاول أن تصلح الخلل قبل فوات الأوان. هناك مقولة شهيرة لمولانا الشيخ متولى الشعراوى حيث يقول (أنتم تنجبون أمهات وآباء لكم) بمعنى أننا سوف نكبر ونشيخ ونصبح كالأطفال وأبنائنا الذين ربيناهم ولم نتركهم للشارع يصبحون أمهات وآباء وخير معين لنا فى الكبر.