أصبحنا نشهد بداية عصر جديد للإعلام لا ينحصر دوره فى نقل ورصد وتحليل الأخبار وعرض المشكلات من خلال برامج التوك شو، بل أصبح له دور إنسانى نابع من الظروف المجتمعية التى نمر بها وأصبح الإعلام لا يغرد بعيدا عن السرب بل يشعر بمعاناة الناس وأوجاعهم.
فكم هى جميلة تلك المبادرة التى أطلقها الإعلامى عمرو أديب وتحمل شعار "الشعب يأمر" التى تستهدف تخفيض الأسعار بنسبة 20% خلال ثلاثة أشهر على الأقل، وما أن انطلقت الحملة إلا وسرعان ما تبنتها وسائل الإعلام والمواقع الصحفية الأكبر والأوسع انتشارا وأبرزها انفراد، ليكون الإعلام ورجاله يدا واحدة وقلما واحدا فى أداء الدور الانسانى واقتحام مشكلة غلاء الأسعار التى يعانى منها معظم المصريين.
لقد اعتمد ذكاء عمرو أديب على استحضار الروح المصرية والطرق على مشاعر التجار والمنتجين للسلع والخدمات واستفز وازعهم الإنسانى وضميرهم الوطنى للإحساس بالشعب ومعاناته من غلاء الأسعار.
وتأتى هذه الدعوة تماشيا مع ما يقوم به الرئيس السيسى من مناشدة رجال الأعمال والبنوك والقادرين من الشعب على التبرع لصندوق تحيا مصر الذى شهدنا جميعا بعين اليقين ما حققه الصندوق من انجازات منها ما تمثل فى مواجهة مشكلة العشوائيات التى لم يتطرق لعلاجها أحد طوال سنوات فرأينا حى الأسمرات ومساكن غيط العنب لتكون مسكنا حضاريا للمواطن المصرى الذى عانى على مر عقود طويلة وغيرها من المشروعات التى يساهم فيها الصندوق.
فكل التحية للإعلامى عمرو أديب والإعلامى خالد صلاح الذى سارع لتبنى الحملة والترويج لها وكل الاعلاميين الذين ساندو حملة الشعب يأمر وللتجار والمنتجين الذين استجابوا للحملة وخفضوا أسعار منتجاتهم.
ويبقى الأمل فى باقى التجار والمنتجين للسلع والخدمات الضرورية على الأقل فى الاستجابة لهذه المبادرة ليثبتوا للعالم أجمع أن المصريين على قلب رجل واحد فى مواجهة الأزمات ويقفون خلف رئيسهم ودولتهم لتبقى مصر أبية عزيزة على مر الزمان.