ا يمكن مصادقة الذئاب فطبيعتهم الغدر وكذلك الحال فى السياسة ولا أدل على ذلك من صدور التعديل التشريعى الأمريكى الأخير المسمى (العدالة ضد رعاة الإرهاب) الذى يتيح مقاضاة المملكة العربية السعودية بشأن أحداث الحادى عشر من سبتمبر الإرهابية التى راح ضحيتها الآلاف من مواطنى الولايات المتحدة الأمريكية رغم وجود شراكة بين البلدين فى مجال مكافحة الإرهاب وعلاقات عسكرية واقتصادية كبيرة واستثمارات سعودية بأمريكا قيل بأنها تقارب التريليون دولار !
ودون وجود دليل إدانة واضح نحو تورط (الدولة) السعودية فى تلك الأحداث، إلا أن ذلك كله لم يقف حائلا دون صدور هذا التشريع المعيب بل ومن الواضح أن القادم أسوأ فى علاقة البلدين فى ضوء التقارب الايرانى الأمريكى وتناغم وتزامن ذلك يبدو فى صدور تصريح ايرانى فى اليوم التالى لصدور القانون على لسان وزير الدفاع الإيرانى حسين دهقان يتهم فيه السعودية بدعم التكفيرين ! لتتكامل الرؤى بين البلدين وتتوحد الأهداف فلا توجد ثوابت فى السياسة الأمريكية وأصدقاء اليوم كانوا أعداء الأمس ولكن ما لم يدركه الأمريكان إنه ومن باب المعاملة بالمثل دوليا فيمكن ملاحقة القادة لديهم قضائيا والمحاسبة وطلب تعويضات على انتهاكات حقوق الانسان فى سجن ابو غريب بالعراق وما حدث فى نجازاكى وهريروشيما وفيتنام وأفغانستان، أما الأشقاء السعوديين فلديهم الكثير لفعله فى السياسة وكذلك يمكنهم تنويع مصادر السلاح عسكريا والمقاطعة الاقتصادية وسحب الاستثمارات الضخمة من أمريكا ومن أى مكان لا تأمن عليها فيه وتضامن وتعاون أكثر مع الأشقاء ليكون هذا هو المكسب من تلك الخسارة.