لن أتطرق إلى التعريف الأمثل للتفاؤل، فهناك من هم أجدر منى بذلك، ولكن بهذه الكلمات أختصر معنى التفاؤل هو الأمل والفرح المستقبلى والنظرة الإيجابية لكل شىء، هو قدرتنا على تحمل مصاعب اليوم أملاً منا بغدٍ أفضل بإذن الله.
فى الحقيقة كما تعودت دائماً على الصراحة المطلقة مع قٌرّائى أن ما دفعنى لكتابة هذا المقال هى النظرة التشاؤمية التى أراها تقتل أحلام الشباب يوماً بعد يوم، وخصوصاً أن التشاؤم شبح مخيف يطارد صاحبه فيطوقه بالوهم ويضعه تحت سيطرة الألم النفسى والجسدى ويشعره بعدم الرضا فتخيم عليه التعاسة فيتوقع الأسوأ دائماً، وهذا ما رأيته بأم عينى على مقهى الحداد الشعبى الذى اعتدت الجلوس عليه كل مساء.
وصل التشاؤم إلى حد أن قال لى أحد الأصدقاء أن ما ينتظرنا هو مستقبل أسود، أقول لكم جميعاً (ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل) إياكم والتخلى عن التفاؤل الذى يجدد الأمل، ويعمق الفكر، والثقة بالنفس، فنرى المتفائل يقول: كأسى مملوءة إلى نصفها.. والمتشائم يقول: نصف كأسى فارغ، فلماذا الخوف والشمس لا تظلم من ناحية إلا وتضئ من ناحية أخرى. أقول لكم ببساطة إن التفاؤل هو قُبلة الحياة.. نعم هو قُبلة الحياة.