جميعنا، باستثناء أهل الشر والفساد فى كل المجالات، نأمل ونحلم بوطن قوى مستقر مزدهر.. ولكى يحدث ذلك علينا البناء ولكى نبنى علينا المشاركة والمشاركة بكل غال وثمين حتى نصل إلى وطن غال وثمين.. فإذا كان هذا منطقنا فأين إذا الأزمة... لماذا كل هذا الصخب والغضب والأنين من الوضع الاقتصادى للبلد طالما لدينا الرغبة والقدرة على التحمل والمشاركة والبناء والبذل بالنفس والجهد والوقت والمال.
هنا الإجابة تكمن فى قول واحد وهو أزمة ثقة بين الشعب وحكومته بسبب أهل الفساد... وهؤلاء من كل الفئات وعلى كل المستويات.. فإذا نظرنا إلى الحكومة وجدنا وزير الغلابة متهم بنهب دعم الغلابة.. وجدنا وزراء مرفهين عندما يقال لهم الشعب لا يجد العيش يقولوا لماذا لا يأكل جاتوه.. وجدنا نواب الشعب يخرجون على شاشات التليفزيون يتحدثون عن رغد الحياة الذى يمكن تحقيقه بعشرين جنيها يوميا.. وجدنا من يقول المواطن يستطيع أن يعيش بخمس جنيهات يوميا.. وجدنا من يقول أن المواطن يستطيع أن يعيش بجنيها واحدا فى اليوم.. وجدنا من الفنانين من يتحدى الملايين بمباهاته بثرائه الفاحش وأسطول سيارات لا يوجد إلا عند الملوك والرؤساء.. وجدنا ضرائب باهظة لا يستطع تحمل عبئها السواد الاعظم من المجتمع وإذا تتبعنا الامر نجد أن هذا السواد هو من يتحملها فى المقام الأول وجدنا دعم يصل للأغنياء وفقراء تدفع.. وأخيرا وجدنا اباطرة الشر وهم صفوة الاشرار الذين يضاربون على اقوات وأحلام وأرزاق هذا الشعب وهؤلاء الصفوة هم مجرمين عملة وليسوا أبدا بتجار.
وأخيرا نخلص إلى أننا نجد منظومة من الفساد لم نراها من قبل وكل هذا ما هو إلا ضربات قوية على رؤوس غالبية أهل هذا البلد التى ادت إلى حالة من عدم القدرة على التميز وحالة من عدم الاتزان الفكرى وحالة من عدم استيعاب من اين تأتى كل هذه الضربات القاتلة... فالشعب كالمغشى عليه لا يستطيع الرؤى بالبصيرة.. فأصبح بعض الشعب يهاجم نفسه بنفسه.. فهو اصبح يهاجم من يحميه فى الداخل من اجهزة شرطة معنية بهذا وأصبح يهاجم من يحميه من الخارج كجيشه الذى هو امان الوطن وأصبح يطالب رئيس الدولة بحلول سريعة وغير منطقية فهى غير محسوبة الوقت وكأنه نسى أنه بشر.
وفى النهاية نصل إلى أن العيب ليس من الشعب ولا قياداته وحماته ولكن العيب من الفساد والفاسدين (هم الأزمة).