يا تليفزيون مصر يا صحافة مصر يا كل أنواع الإعلام المصرى، أطلقوا الضوء على كل ناجح مصرى على مخترع أو مبتكر مصرى على كل من ينجح على الأراضى المصرية أو فى الخارج، ليعلم المصريون أن لديهم من العقول والكفاءات من يجعل دولتهم فى مقدمة الدول.
واليوم أتحدث عن حالة من هذه الحالات المصرية الناجحة التى يتشرف بها كل مصرى وكل عربى. وهــــو المهندس المصرى.. الأستاذ الدكتور المهندس هانى عازر .
كان عام 48 وهو العام الذى ولد فيه العالم المصرى الكبير هانى عازر وتشرفت مدينة طنطا بإنجاب هذا العالم الجليل الذى تربى ودرس بها حتى التعليم الإعدادى، ثم ذهب إلى القاهرة لإكمال الدراسة الثانوية ومن بعدها الالتحاق بكلية الهندسة جامعة عين شمس، ثم من بعد ذلك فى عام 73 ذهب إلى مدينة بوخوم الألمانية لدراسة الهندسة المدنية، وخاصة دراسة هندسة الصرف والأنفاق والرى والكبارى، ولكنه عشق هندسة الأنفاق وأجاد بها وأحبها لأن بها مغامرات وتنفيذها يكون تحت الأرض .
كان عام 79 هو الانطلاقة الأولى للعالم المصرى فى هندسة الأنفاق، حيث كان مكلفا بحفر نفق فى مدينة دورتموند، وكان هذا العمل صعب للغاية، لأن طبيعة الأرض كانت مناجم للفحم، أى أنها أرض غير مستقرة وتكثر بها الانهيارات، ولكن ظهرت عبقرية العالم المصرى هانى عازر بعمل نفق من حديد بنفس فكرة عمل آلة الأكورديون الموسيقية مصمم بشكل يعتمد على المرونة التى تراعى اهتزاز الأرض خلال مرور القطارات بها، وكانت أول مرة تستخدم فيها تلك التقنية فى ألمانيا فلفتت إليه الأنظار، بعدها شارك فى تنفيذ العديد من المشاريع المهمة فى برلين منها مطار برلين. وتوالت الأعمال الهندسية التى أهلت الدكتور هانى إلى أن يكون على قمة المهندسين الألمان فى عام 94 بتشييد أنفاق قطارات السكك الحديدية التى كان العمل قد بدأ فيها منذ ذلك العام.
وكان يشرف على مشروع تطوير المحطة أكثر من مهندس ألمانى ولكنهم فشلوا فى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سواء من حيث التصميم أو التنفيذ أو تكاليف المشروع التى تزايدت بمرور الوقت. وفى مايو عام 2001 استدعى رئيس سكك حديد ألمانيا الدكتور هانى عازر وطلب منه تولى مسئولية الانتهاء من المحطة وأن يكون التسليم بعد 5 سنوات كان فيها مسئولا عن 750 مهندسا و1500 عامل، ومفوضاً بالتعامل مع 35 شركة تورد المواد للمحطة. وقبل استضافة ألمانيا بطولة كأس العالم لكرة القدم، وبالتحديد يوم 26 مايو 2006 تم افتتاح أكبر وأحدث محطة قطارات فى أوروبا والعالم بتكلفة 4.5 مليار يورو. وتم اختيار موقعها فى المنطقة الفاصلة بين شطرى ألمانيا الغربية والشرقية قبل الوحدة عام 1990 لنُرِى العالم معنى الوحدة وأثرها.
كرمته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم 26 مايو 2006 فى افتتاح محطة برلين للقطارات لمجهوده وخدمة الدولة الألمانية بوسام الجمهورية الألمانية. بعدها كرم فى مصر من طرف الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك يوم 1 أكتوبر 2006.
لابد أن يعرف كل مصرى هذا العالم الجليل الذى شرف مصر والعرب فى مجال الهندسة المدنية ليكون قدوة لكل الشباب العربى حتى يسيروا على نجاحه فى مجال العلم والإجادة والوصول للعالمية، وحتى ينطلقوا بأوطانهم إلى الأمام بالعلم والإرادة.