إنها ريحانتى أهملتها ونسيت أن أرويها وعندما تذكرتها كان بداً عليها الذبول والعطب، شعرت بأنها انتهت ويجب على أن ألقى بها خارج المنزل لأزرع مكانها زهرة جديدة جميلة تسر الناظرين، فكرت مع نفسى أن أخلعها من جذورها وأستغنى عنها، فهى لم تعد لها فائدة، ليس لها رائحة ولا حتى أرى فى عينى راحة عندما أنظر إليها، أصبحت ذابلة صلبة لونها الأخضر اختفى وأصبح اللون الأصفر هو السائد على أغصانها.
لكن للحظة توقفت لأراجع نفسى وقرارى الذى اتخذته وتحدثت إلى نفسى لم لا أساعدها فهى ليس لها ذنب فى ذبولها وأنها لم تعد خضراء يافعة فهى أصبحت لا تصلح ولكنى أيقنت بأنى السبب فى مأساتها وذبولها، فأنا من لم يعتن بها وتركها.
فلم لا أعطيها وأعطى نفسى فرصة وأهتم بها وأصلح أخطائى معها، يمكن عندما أعتنى بها وتشعر بأننى مازلت أحبها وأهتم لأمرها تقاوم الموت الذى حولها وتعود إليها الحياة من جديد وتصبح أجمل مما كانت.
وبالفعل عاودت الاعتناء بها من جديد، أرويها كل يوم لكنها مازلت كما هى لم تتغير وكأنها مازالت حزينة تريد أن تخبرنى أنها تتألم مما فعلته بها، لكننى لم أيأس واستمررت على نفس المنوال أعتنى به كل يوم أرويها وأتحدث إليها وكأنها ابنتى وحبيبتى، حتى جاء اليوم الذى تحدثت إلى فيه، نعم تحدثت ولكن بورقة خضراء ألقتها فى وجهى، ظهرت الورقة فى طرف غصنها الذابل عـرفت وقتها أن الأمل لا يزال موجودا ولا مكان لليأس مهما كانت الظروف، تتحدث بأن كل شىء انتهى، وأيقنت أن الحب والأمل والكلمة الطيبة والحنونة من الممكن أن يردوا الروح دخل غصن شجرة مات.
ما بالك بروح لبنى آدم كل شىء من الممكن أن يتغير فى حياتنا للأفضل وللأحسن، المهم أن نكون صرحاء مع أنفسنا ونعترف بالخطأ ونحاول إصلاحه، أنت فقط احتفظ بالقليل من الأمل واملأ قلبك بالحب والحنان ومعهم الكثير من الإيمان بقدرة الله عز وجل، وحذار أن تهمل أو تستغنى عن ريحانتك، فمن المستحيل أن تذبل إلا إذا أنت أهملتها وطردت من قلبك الأمل.