غالبا ما يقوم أفراد مجتمع ما فى عصر من العصور بفعل قبيح تقشعر منه الأبدان وتشيب له الرؤوس ويخجل ذوى الفطرة السليمة من سماع هذا العمل.
وهؤلاء الجماعات يستغلون عند قيامهم بهذا الفعل الخبيث تجمعهم وكثرة عددهم ظانين أنهم بهذا التكتل على الحق والصواب، بل ومع ازدراء الأديان السماوية والأعراف الإنسانية لهذا القبح إلا أنهم ينظرون إليه وكأنه الحسن، ولكن هذا الجمع وإن كان ينفع فى الحياة الدنيا إلا أنه لا قيمة له فى الآخرة حين يرون العذاب إذ قال الله تعالى (ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم فى العذاب مشتركون) 39 الزخرف.
فتلك التجمعات ستذهب سدى ولن تكون سلوى لنفوسهم حين يعذبون
وحتى لا يضيع المعنى بين سطور المقدمة فمن أغرب الأفعال القبيحة فى زمننا هذا هو الزواج المثلى، والزواج المثلى هو زواج بين شخصين من نفس الجنس، والمشابه له قديما ما فعله قوم لوط ولكنهم كانوا يفعلونه دون زواج وكانوا يأتون الرجال دون النساء.
وكيف أنهم فعلوا المنكر منغمسين فى أهوائهم وشهواتهم تاركين الفطرة السوية الحافظة للجنس البشرى ضاربين بوعظ ووعيد سيدنا لوط الحائط، بل والأدهى من ذلك أنهم أرادوا أن يخرجوا النبى لوط من قريتهم اللعينة فقط لأنه يريد الطهر والعفاف، فقال الله تعالى على لسانهم (اخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) 56 النمل.
ودائما ما نجد الفريق الثالث الذى لا يفعل القبيح ولكنه يدافع عنه وعن فاعليه باسم الحريات، ولقد عادوا من جديد فى عصرنا هذا من يفعل هذا القبح باسم الزواج المثلى الذى هو محرم فى كل الأديان السماوية،
فقال الله تعالى (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) (سورة الروم: 21).
وفى المسيحية قول يسوع: "من بدء الخليقة ذكرا وأنثى خلقهما الله، من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته" (آنجيل مرقس 7،6:10). وكما ورد أيضا فى (إنجيل متى 19: 4-6)، (أفسس 5: 31)، (التكوين 1: 27)، (تكوين 2: 24). وقد وصف البابا بندكت السادس عشر "زواج المثليين خطر على مستقبل البشرية".[3][4]
وللأسف تم تقنين هذا الفحش فى دول كثيرة على مستوى العالم باسم الحريات وركب الحضارة وبئس حرياتهم وحضاراتهم.
فيا حكماء العالم أفيقوا من غفلتكم وهبوا من سباتكم وانصروا الفطرة البشرية السليمة والشرائع السماوية الصحيحة وامنعوا هذا الزواج المثلى الذى لا يصح عقلا ولا خلقا ولا دينا، وإلا فلننتظر جميعا عقاب الله وغضبه لكل الفاعلين لهذه الجريمة والمؤيدين لفاعليها.
إلا من رحم الله الناكرين لهذا الفحش مصداقا لقول النبى محمد صلى الله عيه وسلم فى حديثه الشريف (عن عبد الله بن عمر قال أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن.. لم تظهر الفاحشة فى قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التى لم تكن مضت فى أسلافهم الذين مضوا.. ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم.. ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا.. ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما فى أيديهم.. وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم (سنن ابن ماجه) .