يسعى معظم الناس لاكتساب ثقتهم بأنفسهم كى يستطيعوا إنجاز مهماتهم بكل سهولة، وأيضا تحقيق أحلامهم، فالثقة بالنفس هى أساس وبداية الطريق الصحيح .
وتعنى حياة أفضل وتفكير أفضل واتخاذ قرارات بشكل أفضل والتعامل مع الآخرين بثقة، ما يعطى شعورا بالسعادة وحب الذات، ولا يقصد بحب الذات أن تكون متكبراً، وعلى العكس فإن انعدام الثقة بالنفس يترتب عليه اتخاذ قرارات متداخلة وحالة من الخوف من مواجهة الآخرين، بالإضافة إلى التردد والشعور بالحزن وعدم القدرة على حب الذات.
وعلى الرغم من أننا قد نعيب على الأشخاص الذين يثقون بأنفسهم بشكل مبالغ فيه مثل هذه الصفة، إلا أننا نتأثر بتصرفاتهم ونعجب بهم فى غالب الأحيان، هذا لا يبرر "الغرور" بوصفه السلوكى، بل يجعلنا نفكر فى أهمية إيمان الإنسان بذاته، ومدى تأثير ذلك فى الآخرين من حوله .
هنا يكمن التناقض فى الاستنتاج، إذ كيف نكون رافضين ومتأثرين فى الوقت نفسه بإغواء سحر هذه الصفة؟ ومما يزيد الأمر غرابة أن دراسة أخرى أظهرت احتمال التغاضى عن إساءة شخص ما فى حال كانت ثقته الزائدة تمنحه مكانة معينة .
فجميعنا نحب الأشخاص الذين لا يأخذون أنفسهم على محمل الجد، ويستمتع معظمنا بالانتقاص من نفسه أمام الآخرين، خصوصا فى أماكن العمل، فنحن قد نستخدم سياسة الانتقاص من الذات أو التقليل من شأن أنفسنا لنحافظ على توقعات الزملاء والمديرين الواقعية لما يمكننا القيام به، فوفقا لمارك ريلى، أستاذ علم النفس والأعصاب ومدير برنامج علم النفس الاجتماعى بجامعة ديوك، فالعديد منا يقوم بهذا التصرف ليبدو أمام المحيطين بمظهر المتواضع، وهو يضيف قائلا، "إن الكثير منا يقوم بالتقليل من شأن نفسه أو من شأن قدراته ليضبط توقعات الآخرين منه".
لذا احرص دائماً أن تكون أنت الشخصية القوية.. الشخصية التى تستمر فى النمو والتطور، فصاحب العقلية المتحجرة.. ضعيف الشخصية، ومن لا يستفيد من وقته وصحته وإمكانياته.. ضعيف الشخصية، ومن لا يعدل من سلوكه ويقلع عن أخطائه.. يكون أيضا ضعيف الشخصية، فالناس بطبعهم لا يحبون ضعيف الشخصية، ذاك الشخص المذبذب الذى لا يحسن اتخاذ القرار ولا مواجهة الآخرين، ولا يجيد التعبير عن آرائه والدفاع عنها، ولا يحسن التصرف فى الأزمات والأمور الصعبة.