انشغال العالم بصراعات القوى الدولية والإلحاح الحضارى الذى تتطلع له الدول النامية والدول متوسطة النمو، جعل أغلب دول العالم توجه كامل النظر نحو أماكن "العالم الأول" أو "الدول المتقدمة"، وأخذت هذه الدول تُقلد الغث والسمين لهذا العالم طامعةً فى اللحاق برَكبه.
"التقدم" من مفهوم قيادات هذه الدول هو اتباع خطوات القوى الكبرى والسير على مِنوالها، والكثير من هذه الدول لا تُحقق التقدم لأنها تُنافس صانع المنافسة، وأريدُ أن أسأل الدول التى تريد التقدم والتطور سؤالاً وهو: "هل تستطيع أى دولة أن تُصبح دولة متقدمة من خارج حدودها؟ أو بمعنى أدق هل تستطيع أى دولة أن تصبح متقدمة دون عمل مواطنيها؟".
الإجابة من وجهة نظرى هى: «نعم»، والحل السحرى يكمن فى «الكنز الأفريقى» الذى لا يعرفه إلا صاغة السياسة والإدارة المَهرة.
الكنز الأفريقى هو موارد طبيعية وطاقات بشرية عملاقة فى القارة السمراء أن استُغلت وقُيمت تستطيع أن تنقل دول وشعوب من فكر العصر الحجرى إلى ألمع عصور التطور والتقدم، وستظهر خرائط «الكنز الأفريقى» عقب مرحلة "الهدوء العربى" وهى المرحلة التالية للربيع العربى، وستفوز الدول الذكية بلآلئ هذا الكنز بعد ثلاثين سنة من الآن، ودعونى أقول مُقدماً هنيئاً للصين.
تعالوا الآن لنتحدث بطريقة عملية، الدول الأفريقية هى دول فقيرة لديها بشر وموارد دون عمل لهؤلاء البشر ودون استغلال صحيح لهذه الموارد، والدول الذكية الآن هى التى تذهب وتستثمر هناك لتستفيد من الموارد والعمالة البشرية رخيصة الثمن، ومن ثم ستحصل هذه الدول الذكية على منتج رخيص وأموال تُحول إلى بلادها دون أى جهد من مواطنيها سوى بالدفع الأَولى لرأس المال تجاه أفريقيا.
الذكى هو الذى يُساعد أفريقيا الآن ويكسب حلفاء كُثر بقدر الاستطاعة فى أفريقيا، وأوجه كلامى للقيادة المصرية وأدعوها للاستثمار المُوسع فى أفريقيا وفتح الأذرع المصرية مُجدداً لتحتضن أفريقيا كما كانت تفعل، فأفريقيا أظنها وأراها هى مستقبل الاستثمار العالمى وبؤرة الصراع الاقتصادى والسياسى بعد ثلاثين عاماً قادمة، والذى يتتبع خرائط «الكنز الأفريقى» الآن هو الذى سيصل وسينعم به أولاً.