اليوم 31 أكتوبر، ذكرى مرور 48 عاماً على مؤتمر الحسنة بوسط سيناء، الذى كان ملحمة وطنية لأبناء سيناء، حطموا فيها بعزة وكرامة وشجاعة نادرة الغرور والمخطط الإسرائيليين، ومرغوا وجه النافق موشيه ديان وزير الدفاع وقتها فى وحل الفشل والخزى.
مؤتمر الحسنة كان الصفعة الثانية للغرور الإسرائيلى بعد احتلال سيناء، وكانت اللطمة الأولى فى 18 أغسطس 67 عندما نظمت العريش بعد احتلالها بشهرين أول إضراب فى الأراضى العربية التى سقطت تحت الاحتلال الإسرائيلى عقب هزيمة 67، هذا الإضراب الذى شل الحياة فى المدينة وتصادف يومها أن كانت القيادة الإسرائيلية قد دعت وفوداً إعلامية عالمية لزيارة المدينة التى حاول الإسرائيليون إيهام العالم بأن أكبر المدن المصرية المحتلة راضية بالاحتلال، بدليل هدوء الحياة فيها، فكانت الصدمة عندما تحول الهدوء المزعوم إلى بركان حطم أحلام الاحتلال وإعلامه الكاذب أمام العالم.
وبسلوك اليهود المعروف فى الإلحاح ومواصلة الكيد دون كلل وملل، واصلوا جهودهم فى تجريد سيناء من أصولها وجذورها، وتفتق ذهنهم عن مؤتمر عالمى فى منطقة الحسنة وسط سينا، خططوا له جيداً لمدة شهور طويلة، حاولوا خلالها استمالة عدد من شيوخ القبائل بالترغيب والترهيب، وكان هدف المؤتمر إعلان تدويل سيناء وقيام دولة جديدة بدعم إسرائيلى.
موشيه ديان وزير الدفاع ورأس الأفعى اهتم بالمؤتمر كثيراً وعلق عليه آمالاً كبيرة فى تحقيق الحلم الإسرائيلى، فدعا شخصيات عالمية ووفوداً إعلامية ومخرج إيطالى وعدداً من شيوخ القبائل وكبار الشخصيات السيناوية لحضور المؤتم، واتفق شيوخ القبائل على إختيار الشيخ سالم الهرش شيخ مشايخ سيناء وزعيم قبيلة البياضية ليتحدث نيابة عنهم واتفقوا على مايقوله.
وفى بداية المؤتمر تحدث المتآمر موشيه ديان وألمح إلى أنه بعد التدويل سيتم تنصيب الشيخ سالم الهرش ملكاً على دولة سيناء الجديدة وتحدث الشيخ سالم موجهاً حديثه إلى موشى ديان قائلاً، عندما يتم تنصيبى ملكاً على سيناء هل سيتم وضع صورتى على الجنيه السيناوى.. فهز موشيه ديان رأسه علامة الموافقة معتقداً أنها بداية النجاح.. وتابع الشيخ سالم قائلاً، (أتكلم نيابة عن كل مشايخ سيناء وأقول: إن هذه الأرض أرضنا جميعاً كمصريين وسنبقى فيها ونحن جزء من مصر الأم ورئيسنا هو الرئيس جمال عبدالناصر ومستعدون للموت من أجل وطننا.. فإذا كانت سيناء محتلة حالياً فستعود قريباً إلى الوطن الأم) فانفجر المؤتمر بالتصفيق الحاد وانفجرت صفيحة الخيبة والغرور الإسرائيليتان أمام صمود أبناء سيناء وصلابتهم وتمسكهم بارضهم فى وجه عدو غاشم لا يعترف إلا بسياسة التنكيل التى مارسها ببشاعة بعد فشل المؤتمرأمام أعين العالم. فتم إلقاء القبض على 120 شخصية سيناوية قيادية وطرد عدد كبير خارج وطنهم.
هذه الصورة المشرفة أقدمها لبعض سقط المتاع الإعلامى المصرى الذين يوجهون أحيانا لأبناء سيناء اتهامات باطلة ويطالبون بتهجيرهم حتى يتمكن الجيش من القضاء على الإرهاب وأقول لهم: إن سيناء ليست شقة مفروشة يتم طرد سكانها فى أى وقت حسب رغبة إعلامى لا يفقه معنى التضحية من أجل الأرض والوطن. وأقول لهم أيضا: إن عدد الشهداء المدنيين من أبناء سيناء الذين استشهدوا بتهمة التعاون مع الجيش يقارب عدد شهداء أبناء قواتنا المسلحة.. فاتقوا الله فى أبناء سيناء رمز الصمود المصرى.