محمود سليمان يكتب: ما أحوج الأمة إلى زايد

مع تجدد الذكرى السنوية لرحيل حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، التى تحل كل عام فى الثانى من نوفمبر، تتلمس الأمة العربية مدى حاجتها للفقيد الراحل فى زمن تداعت فيه الأكلة إلى قصعتها وتكالبت علينا الأمم وأصبحنا نحن أبناء الشعب العربى معاول لهدم أوطاننا تحت تأثير الفكر الضال أو المصالح المادية والحزبية والصراعات الطائفية والتطرف الدينى والقبلى والمغالاة فى الشعارات بعد أن اتخذنا من الجدل منهجا فأبعدنا الله عن العمل وبعد أن كفر البعض منا بأنعم الله فأذاقنا الله لباس الخوف والجوع. بتنا نفتقد لصاحب الرؤية والمنهج القائد الذى تشكل تكوينه على مقومات العدالة الاجتماعية التى اتخذها منهجا له إبان حكمة لإمارة العين حين أمر بإعادة توزيع الآبار فى زمن شح فيه الماء والمال فكانت أولى إرهاصات ميلاد قائد بحجم الوطن. إنه صانع الاتحاد وصقر الصحراء الذى صنع من مجتمع تسوده القبلية آية من آيات المدنية والحداثة فى معادلة جمعت بين الأصالة والمعاصرة، فجمع لواء الإمارات تحت رأيه الاتحاد فى زمن وجيز. بنى على الايجابيات فحقق العديد من المكتسبات بعد أن جمع شتات القبائل ليكتب التاريخ قصه قائد فى صوره شعب استلهم مقومات الحضارة وأمن بقدراته حتىً باتت الامارات العربية اليوم النموذج الابرز فى الحضارة والتنمية والوطنية والرفاهية على الصعيد العربى والاقليمى. بعد أن اصبح متوسط دخل الفرد فيها الأعلى على مستوى العالم أو فى المراتب الاولى وهو امر لم يتوافر لكثير من البلدان التى سبقت الامارات فى الوجود والاستقلال. اثار منهجه فى القياده تعجب الباحثين من أسلوبه فى اداره دوله بحجم الامارات بعد أن سخر امكانياتها لرفاهية مواطنيها وأمن بعطاء الوافدين حتى قال عنه " كلود موريس فى كتابه (صقر الصحراء ) على لسان العقيد هيوبوستيد الممثل السياسى البريطانى الذى عاش فترة طويلة بالمنطقة "لقد دهشت دائما من الجموع التى تحتشد دوما حول الشيخ زايد وتحيطه باحترام واهتمام وهو يجسد القوة مع مواطنيه من عرب البادية الذين كان يشاركهم حفر الآبار وأنشاء المبانى وتحسين مياه الافلاج والجلوس معهم ومشاركتهم الكاملة فى معيشتهم وفى بساطتهم كرجل ديموقراطى لايعرف الغطرسة أو التكبر، وصنع خلال سنوات حكمه فى العين شخصية القائد الوطنى بالإضافة إلى شخصية شيخ القبيلة المؤهل فعلا لتحمل مسؤوليات القيادة الضرورية". ولم يكن الاتحاد سوى بداية لحلم كبير جاءت الخطوه الثانيه فيه عام ١٩٨١ حين وضع زايد والصباح رحمهما الله النواة الاولى لمجلس التعاون الخليجى الكيان العربى الوحيد الفاعل والمنتجً لأثره والذى صمد فى وجه الكثير من التحيات والمنعطفات ،وأثمر بقاءه الكثير من محالات التعاون والتبادل والرؤى المشتركه لدول المجلس فقد كان المجلس خطوه من خطواته نحو حلم كبير يستهدف الوطن على امتداده الشاسع من المحيط إلى الخليج، حين قدم الكثير من نماذج الوطنيه فى الكثير من الملمات والاحداث الفاصلة فى التاريخ العربى فهو صاحب المقولة الشهيرة النفط العربى ليس أغلى من الدم العربى وذلك إبان حرب أكتوبر عام ١٩٧٣ مما حدا ببعض القادة العرب التآسى بالدور الوطنى الرائع لزايد الأب والحكيم. تتعدد المآثر والمواقف لرجل جعل من الصحراء واحة غناء وبنى فوق صخورها الصلبه حضارة ومدنيه ودون التاريخ عن انسانيته ما يحتاج لمراجع ومجلدات لرصدها وبَقى زايد نموذجا يفوق كل توقعات المتابعين وأبحاث الباحثين حين تمكن أن يعمل فى الكثير من المجالات بشكل متوازى فهو القائد الذى وضع الثروة فى خدمة شعبه وظل ابا للمواطن والمقيم حتى عاش الوافدون فى بلاده كرماء حين أمن بدورهم فى التنمية فقد قرأت انه ابلغ أن عدد الوافدين فى بلاده يفوق عدد المواطنين فقال قولته الشهيرة الرزق رزق الله والمال مال الله والفضل فضل الله والخلق خلف الله ومن توكل على الله أعطاه الله.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;