نبدأ هذه السلسلة عن الشعب الألمانى والتى ستتعدى ما يقرب من 50 حكاية بموضوع التأمين الصحى الألمانى، متى بدأ وماذا يكفل للمواطن وربما تعلمنا من تجارب هذا الشعب العظيم الذى أعيش فى وسطه كمواطن ألمانى ما يقرب من نصف قرن وأرجو أن تكون هذه السلسلة خطوه أولى كى نتعلم من الشعوب التى سبقتنا فى كل شيء بعد أن كنا من رواد هذا العالم.
تنتمى ألمانيا إلى الدول الأفضل فى العالم من حيث الرعاية الصحية، أعداد كبيرة من المستشفيات وعيادات الأطباء والمؤسسات الصحية تضمن أفضل رعاية صحية للجميع.
يعيش فى ألمانيا حوالى 82 مليون نسمة، وهى أكبر دول الاتحاد الأوروبى من حيث عدد السكان بدون منازع.
الكارت العجيب هو كارت التأمين الصحى الذى يكاد يحمله كل مواطنة أو مواطن ألمانى، كذلك كل الأجانب الذين يعيشون هنا بصفة رسمية. هذا الكارت يكفل لحامله العلاج لدى جميع الأطباء وحرية اختيارهم والتحاليل والإشاعات والدواء والعلاج الطبيعى وكذلك جميع العمليات الجراحيه حتى لو كانت عمليات زرع أعضاء.
التأمين الصحى الألمانى هو تأمين إجبارى على كل شخص. ويشمل التأمين عادة كامل أفراد الأسرة.
ويعتمد نظام التأمين الصحى الحكومى على مبدأ التضامن، حيث يتسنى لجميع المؤمن عليهم الحصول على جميع الخدمات الطبية.
كل موظف أو عامل أو صاحب عمل ملزم قانوناً أن ينضم لهذه المنظومة، وهذا القانون يقضى بأن يخصم صاحب العمل شهرياً جزءا بسيطا من مرتب الموظف يحدده القانون حسب جدول معين يحدد قيمة الخصم، ويدفع صاحب العمل نفس المبلغ وبنفس القيمة ويورد هذا المبلغ للتأمين الصحى.
اكتب هذا الكلام لأن هذا القانون أصدره المستشار الأول لألمانيا أوتو فون بيسمارك عام 1883، كذلك منظومة المعاشات والتأمين ضد حوادث العمل تسير على نفس المنهج، وهذا يعنى أن الدولة الألمانية الحديثة بدأت منذ تقريباً 130 سنة تفكر وتنفذ فى نفس الوقت كيف تتغلب على المشاكل الاجتماعية الناتجة عن عدم القدرة على تكاليف العلاج التى لا يستطيع المواطن البسيط أن يتحملها وحدة.
ألمانيا بلد متحضر ومنفتح على العالم ويتأثر المجتمع الألمانى بأساليب الحياة المختلفة، وبالتنوع العرقى والثقافى، وتتنوع أشكال وأساليب العيش المشترك، كما تتوسع طرق العيش المنفرد والحرية المرتبطة به. وقد بدأ التوزيع التقليدى لأدوار الجنسين فى المجتمع بالتلاشي. إلا أن الأسرة، ورغم التغيرات الاجتماعية، ما تزال حجر الأساس فى بناء المجتمع.
المقال القادم سيكون عن الحرب العالمية الأولى وظهور هتلر وتأثيره على الشارع والاقتصاد الألمانى.