ستحل غدا موعد مناسبة جديدة وهمية وهى ثورة جياع ينفذها الغلابة حسب أوهام الشامتين فى أى تقدم لمصر، والساعين للخراب بدعوى الإصلاح، وقد بدأ هؤلاء منذ أسابيع فى اتخاذ إجراءات التحريض والحشد الوهمى ونشر سيول الشائعات والأخبار المفبركة على مواقع التواصل الاجتماعى والقنوات الفضائية، ويكرر هؤلاء البؤساء تعليق الآمال على كل مناسبة وهمية، وهو أمر يصب فى النهاية لمصلحة النظام الحالى لمصر؛ لأن صموده وعدم السقوط ( كما يتوهم هؤلاء ) فى الموعد المحدد يعتبر بمثابة هدف يحرزه فى مرمى الثائرين عليه، وكل إحباط يصيب هؤلاء المحرضين يعتبر خطوة إلى الخلف، وهزيمة نفسية كانوا فى غِنى عنها.
وينادى كثير من العقلاء بثورة حقيقية فى الإنتاج والعمل بل أرى أن الأهم والأفيد أن نبدأ بثورة ترشيد للاستهلاك فهى أسهل لشعب أغلبه يميل للكسل وعدم العمل والتبذير والإسراف، شعب ينفق كثيراً من أمواله فى التفاهة على مواقع التواصل الاجتماعى من "اللت والعجن" والإنفاق الزائد عن الحد، شعب لم يُجرّب أغلبه الاعتماد على صنف واحد من الطعام أو صنفين فى وجبته الغذائية، بل تعوّد على التنويع، شعب أغلب حرفييه وعماله تركوا صنعتهم بالورش والمطاعم ليكونوا من سائقى التكاتك طمعاً فى الأجر السهل، أو انتظاراً للدعم الحكومى، شعب أغلب مطاعمه وفنادقه تجهز أطعمة زائدة عن الحد وترميها آخر اليوم فى صناديق القمامة وهى صالحة ! بدعوى عدم صلاحية بقائها لليوم التالى، شعب بعضه يريد الدعم برغم عجز موازنته العامة بأكثر من 300 مليار جنيه، شعب لا يعبأ بالإجراءات التى تتخذ ضد أغنيائه بتحديد حد أقصى للأجور، وبحذف من لا يستحق الدعم من الأغنياء، شعب يحقد بعضه على ما يحصل عليه أفراد الوظائف السيادية برغم حصولهم على أقل من 5% من إجمالى الأجور، شعب بعضه ناقض عهده مع رئيسه بأن يتحمل الجميع الظروف الاقتصادية الصعبة.
إن الإنسان ليعجب ممن يفضل من يقدم التحريض والدعوة للخراب على القنوات الفضائية بالخارج على من يوفر السلع بأسعار زهيدة فى الميادين والأسواق، وهما حقاً لا يستويان طبيعة وحالا، ولا طريقاً ولا سلوكاً، ولا وجهة ولا مصيراً، فهما على مفرق طريقين لا يلتقيان أبداً فى طريق، ولا يلتقيان أبدا فى سمة ولا خطة، ولا يلتقيان أبدا فى صف واحد .
والجميع يدرك أن جماعة الإخوان الإرهابية تلفظ أنفاسها الأخيرة وسيعرف العالم كله من خلال وأد الشعب المصرى العظيم لجميع مؤامراتهم يوم الجمعة المقبل أنهم ذهبوا بلا رجعة .