مؤكد مصر تمتلك ثروات كثيرة معطلة منها على سبيل المثال: شباب الخريجين وصحراواتنا الشاسعة بما فيها من معادن ومياه جوفية (نيل ما تحت الأرض) وذهب وموقع جغرافى فريد، إضافة إلى المال المتجمد حول سواعد النساء وحول نحورهن والمخزون فى دواليب هواة جمعه منهن، وهذا المثل الاخير كان محوراً لحديث دار بين صديقى وزوجته لدى زيارتى لهما بعد طول اشتياق محاولا مساعدته والوقوف إلى جانبه فى محنة مالية يمر بها انقله بتصرف راجيا من القراء استخلاص المعنى من بين السطور منعا للاطالة.
فقد وجدت صديقى فجأة وبدون مقدمات يقول لزوجته فى غضب: أنتِ سبب كل مشاكلى طالما ظل عقلك مغلقاً وجنازير الذهب هذه تسلسل ساعديك وتطوق عنقك ! فردت وهى تضرب كفا بكف: وما دخلى بما تعانيه؟ فأجاب وهو يكاد ينفجر: كم يساوى هذا الذهب حول ساعديك وعنقك؟ فقالت وهى تبكى: تحسدنى على ما أحتفظ به للزمن !! هنا اشتعل غضبه وبدى وكأنه غول وصاح: هذه كلمة تغيظنى وتؤلمنى أى زمن هذا الذى تختزنين له هذه الثروة أهو الذى نعيشه ولا نجد ما نأكله أم تراه الزمن الآتى حيث لن أكون معكم فى الدنيا؟ فردت ببرود: تمام.. هو ما تقول ولكن معاشك سوف يكفينا وزيادة ولن أضطر لبيع الذهب !! فرد بغيظ: وما فائدته إذن؟ أجابت: يعلى من قدرى ويرفع قيمتى بين الناس ويؤمنى ضد غدر الزمان!! فشد الرجل شعره وقال بصوت عال: يعنى أنا الثور الداير فى ساقية حياتك أنت وأولادك يلف يلف ويدور ولا يخرج بشىء إلا وجبة الطعام أما أنت فتضعى الأسورة فوق الأخرى وتجمديها مثل ثروات العرب فى بنوك الغرب.. قاتل الله الخوف وهل ضمنت العيش إلى الغد؟ فردت ببرود: إن مت فسوف أموت مستورة قال وكأن الحكمة تتفجر من بين يديه ومن خلفه: ماذا لو بعناه وقمنا بتدوير ثمنه من خلال تجارة رابحة أو مشروع ينميه تماما كما يفعل اليهود أم سنظل كأجدادنا نحول الذهب إلى تماثيل نضعها فى المعابد ونسجد لها فقالت الزوجة: على الأقل تركوا لنا ما يدر علينا المال الوفير وبالعملة الصعبة ماذا كنت تريد أكثر من هذا؟ فقال صديقى أما منهم فلا ولكن أريد منك التعاون والحب الإيجابى نتعب معاً ونفرح معاً ونحزن معاً بدلاً من إحساسى الدائم بأنك أرنبة تتوالد وأنا مرهق مثل ثور معلق فى ساقية؟ فقالت وهى تبتسم ابتسامة صفراء: على رأى المثل لو قالوا ثور هيقولوا احلبوه؟ قال: يعنى هو ناقص مش كفاية داير بالساقية وعنيه مغمضة كمان عايزين تحلبوووه...هنا فقط قررت التدخل بهدوء فقلت: المال عموما ذهبا كان أو فضة لا قيمة له فى ذاته لكن فيما يدره على مالكه من رغد وصحة وسعادة وإلا فهو والتراب سواء، واستأذنت فى الرحيل لأتركهما يقرران ما يفرج عنهم كربتهم ما داموا يمتلكون ثروة معطلة ويعيشون عيشة المحتاجين؟ تماما ككل الدول النامية والشعوب الكسالى !