الطاقة الإيجابية مصطلح يكاد يندثر فى مجتمعاتنا تحت وطأة العديد من الظروف والمسببات التى نتعايش معها يوما بعد يوم، وذلك لسيطرة المصطلح العكسى وهو الطاقة السلبية التى استطاعت بجدارة تغيير مفاهيم السعادة وجعلت الألوان باهتة لا بريق لها وفقدنا كل معانى الجمال والنشاط فى حياتنا .
الطاقات السلبية نتاج طبيعى وابن شرعى لحالات عدم وضوح الرؤية وعدم وجود خطط التنمية البشرية فى الاقتصاد والسياسة والمجتمع وشتى مناحى الحياة وهى كفيلة بتدمير الموارد المتاحة وأهمها المورد البشرى المتمثل فى المراحل العمرية القادرة على العطاء والبناء فى المجتمعات، الكثير من الشباب مرتادى المقاهى بعد سنوات الدراسة الطويلة أصابهم الإحباط لعدم وجود فرص العمل بعد التخرج وعدم جدوى الشهادات الدراسية التى تم الحصول عليها لعدم قدرة سوق العمل على احتوائها أو تذليل الصعاب أمامها ولديهم كميات كبيرة من الطاقة السلبية التى تجاوزت الطاقة الإيجابية بـ 6000 مرة والمفروض بطبيعة الحال أن يكون العكس هو الصحيح حسب المعايير الدولية التى تجعل الطاقة الإيجابية متفوقة بذات الرقم عن الطاقة السلبية .
سؤال راودنى عند كتابة حروف هذا المقال وهو هل الطاقة السلبية قابلة للترويض ؟
بكل تأكيد الطاقة السلبية قابلة للترويض والتطبيع وتحويلها إلى طاقات إيجابية أن توفر لدينا نوع من العزم والتصميم على التغيير، لو أحضرنا كوباً من الماء الزجاجى الشفاف ووضعنا فيه كمية من الماء وقطرة من قطرات الحبر الجاف وسألنا ثلاث شرائح بشرية ماذا ترى فى هذا الكوب ؟
البعض سيجيب أرى نقطة حبر زرقاء أو سوداء اللون، والبعض الآخر سيقول أرى كمية من الماء مختلطة بلون أسود، والبعض الثالث سيقول نصف الكوب فارغ والنصف الآخر ممتلئ .
جميع الإجابات صائبة واختلفت فى التعبير لاختلاف نوع الطاقة السلبية و الإيجابية من شخص إلى آخر، الأول كان شعور الطاقة السلبية لديه كبيرا فقد اقتصر محيط الرؤية لديه على قطرة حبر شوهت معالم الكوب، والثانى الشعور لديه بالطاقة الإيجابية أعلى من الشعور بالطاقة السلبية فهو يرى أن هناك كمية أكبر من المياه احتوت على قطرة حبر، أما الصنف الثالث فهو صنف حائر بين الطاقتين السلبية والإيجابية لذا كانت رؤيته حيادية دون التعمق فى التفاصيل .
هذا المثال من الأمثلة البسيطة التى يمكن التعامل معها فى نشر التوعية بموضوع الطاقات الإيجابية والسلبية، جميعنا يعانى من الظروف المحيطة وبيدنا فقط إضفاء الطاقات الإيجابية عليها مثلا الشاب الحاصل على مؤهل عالى هناك خياران امامه الأول أن يستمر فى الجلوس فى المقاهى ويأخذ من أسرته مصاريف هذه الجلسات رغم تكبدهم عناء الإنفاق عليه من لحظة الميلاد حتى التخرج والخيار الثانى أن يبحث عن أى عمل بعيد عن التخصص الدراسى يساعد فى توفير مبلغ نقدى يستطيع الإنفاق به على نفسه ويبعده عن جلسات المقاهى وتوفير النفقات الأسرية والوقت الضائع فى تلك الجلسات وهنا يكون إنسان إيجابى فى المجتمع قادر على البناء والتعمير وبالتالى يشعر بقيمته والدور الذى يقوم به ليتغير الشعور السلبى بالسخط واللامبالاة إلى الرضاء والتطور .
ترويض الطاقات السلبية فنون وثقافة لا يتقنها إلا من يمتلك إرادة ومشاعر روحية وتصميم وعزم على التطور وبهذه الإرادة تصبح الطاقة الإيجابية فى المجتمع هى السائدة وعندها فقط يكون للحياة معنى آخر ما أحوجنا له فى وقتنا الحاضر .