كثيراً ما سمعنا عن المفسدين فى الأرض، والمجاهرين بالذنب، والمرتكبين للكبائر، وكنا نخاف عليهم من انتقام المولى عزّوجل وكنت أنسب الدوافع والأسباب التى دفعت هؤلاء لارتكاب هذه المعاصى إلى الشيطان. إلى أن حدث شيئا لم أكن أتوقعه أو يخطر لى ببال، وهو أن يتفوق ابن آدم على الشيطان ويصبح أستاذاً له، نعم لقد تفوّق ابن آدم على الشيطان ورأيتُ بأم عينى على شاشات التلفاز ووسائل الاتصال الاجتماعى (أساتذة الشيطان)، الأول يطلق عليه باحث اسلامى علمت أنه منذ فترة مُثَّل أمام المحكمة ليس لأنه سارق أو قاتل أو مغتصب ؛ بل إن تهمته أكثر فداحة، جريمته شنعاء يندى لها جبين الإنسانية، فهو مبدع فى زمن ازدراء الأديان، وموهوب فى زمن الرويبضة، فتهمته هى الإساءة إلى الذات الإلٰهيّة، والدين الإسلامى، وبالصدفة شاهدته على إحدى القنوات الفضائية يقول إن الأئمة الأربعة هم سبب تخلف الأمة وإن كتبهم "زبالة" وأن البخارى ومسلم لابد من مراجعتهما وخاض بالحديث عن شيخ الاسلام ابن تيمية وأيضاً: (إن الله عز وجل لم يكن يتخيل أو يتصور أن يحدث ما يحدث الآن) وقتها قمت بإغلاق التلفاز خشيةً أن يحل علينا غضب الله، وينهدم سقف المنزل فوق رؤوسنا من هول هذه الكلمات، وعلمت بعدها من زملائى أن هذه الكلمات ما هى إلا نقطة فى بحر من التصريحات المليئة بالتجرؤ على الله عز وجل.
أما الثانى وهو يدعى الشيخ ميزو وما أدراك ما الشيخ ميزو، فهو تاريخ حافل بالأكاذيب والجدال العقيم، والتصريحات المقززة أكتفى منها فقط بإدعائه أنه المهدى المنتظر وكفى بذلك جرماً هذه الأقوال والأفعال يستحيى الشيطان فعلها ولكن سولت لابن آدم نفسه ففعلها، وهنا يحضرنى قول المولى عز وجل فى كتابه العزيز(فأتْبعهُ الشّيْطانُ فَكَانَ مِنْ الْغاوين) أى تبعه الشيطان، وصار ابن آدم أستاذاً له، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.