تعد سياحة المغامرة من أسرع قطاعات صناعة السياحة العالمية تطورا فى الآونة الأخيرة، ورغم وجود مقاصد سياحية كالأردن وإسرائيل ضمن قائمة هذه الدول إلا أن مصر لا تزال متأخرة رغم كل ما بها من مقومات جاذبة لهذا النوع من النشاط السياحى الأكثر طلبا فى عصرنا هذا، والسبب الرئيسى يرجع للحالة الأمنية غير المستقرة ولعدم مواكبتنا للتطورات التكنولوجية المتعلقة بالسفر والفرص المتاحة للقطاع السياحى مما يحتم على القائمين على النشاط السياحى المصرى من قطاع حكومى وخاص للاستفادة من التحول العالمى لعمليات الحجز والتسويق عبر الإنترنت، فهناك 6.7 مليار مستخدم عالمى للموبايلات الذكية، حيث إن 92 فى المائة من التخطيط للسفر تتم خلال الهواتف المحمولة، مما يشكل تحديا للوجهات السياحية المصرية لمواكبة التطورات التكنولوجية.
ولابد من الاستفادة من تجارب بعض الدول والمدن السياحية التى أحدثت نجاحات عديدة فى القطاع السياحى وسرعة تطبيق هذه التجارب بمصر وتوفير مراكز دراسة لوسائل التسويق المستقبلية فى المسرح التقنى لمناقشة الطرق الفعالة لمواكبة التطورات الحالية لعملية التسويق السياحى، فمن الحملات التسويقية الرقمية الناجحة فى عدد من الوجهات السياحية العالمية نجد دبى فى الشرق الأوسط والعالم العربى و سنغافورة فى آسيا والمكسيك فى أمريكا اللاتينية.
ومن الجدير بالذكر فإن سياحة المغامرة adventure travel تركز على الثقافة والطبيعة والأنشطة الجسدية المختلفة، لذلك مصر هى وجهة رائعة لهذا النوع من النشاط السياحى.
معدل الإنفاق فى سياحة المغامرة يزيد عن الثلاثة آلاف دولار للفرد الواحد، لذلك قامت العديد من حكومات الدول المختلفة بعقد مؤتمرات لإستضافة منظمة سياحة المغامرات مثل؛ النرويج، كندا (كيبيك، ألبرتا)، الولايات المتحدة الأمريكية (ألاسكا، كولورادو، نيويورك، ولاية ايداهو)، البرازيل، المكسيك، (سان لويس بوتوسى و تشياباس) شيلي، الأرجنتين، (سالتا)، أيرلندا، ناميبيا، سويسرا، مقدونيا، بيرو، وكولومبيا، وفى 2017 فى الأردن.
ولقد اتيحت لى الفرصة للحديث مع مستر شانون رئيس منظمة سياحة المغامرة العالمية والذى قال لى "ليس لدينا الكثير من العمل فى منطقة الشرق الأوسط ولكن أود ذلك، فأنا ذهبت لمصر شخصيا فى رحلة فى عام 2011 فى محاولة للمساعدة على استعادة الثقة فى مصر من قبل سوق الولايات المتحدة، وقضيت أسبوع لعمل تقرير هناك كى ابعث برسالة لأعضاء المنظمة ليعرفوا أن مصر آمنة ومفتوحة للأعمال التجارية والسياحية. و التقيت مع السفير الامريكى ومع كبار الشخصيات المصرية فى تلك الرحلة".
تعتبر سياحة المغامرات ضمن أكثر أنواع السياحة الشيقة فى مصر، لما تتسم به البلاد من مقومات طبيعية، خاصة منطقة جبال البحر الأحمر كشرم الشيخ، الغردقة، القصير، سفاجا ومرسى علم، أيضا الواحات الداخلة والخارجة وسيوة، و رحلات السفاري، والغوص للاستمتاع بالشعب المرجانية، والقرى النوبية أو إكتشاف الجزر المختلفة لنهر النيل كجزيرة الموز بالأقصر والنباتات بأسوان وسواقى وشلالالت الفيوم، و المحميات الطبيعية والجبال بسيناء، طابا ونويبع، فضلاً عن اتجاه السياح إلى التحرك الفردى، من خلال استقلال دراجاتهم، لزيارة المحافظات المختلفة بهدف اكتشاف المدن، والدخول إلى عمق الصحراء، وتنظيم رحلات سفارى تتجه إلى واحات الصحراء الكبرى، وصحراء سيناء، ويمكن للسائح التخييم فى الصحراء البيضاء.
فلابد من الترويج لهذا المنتج، وكى يكون أكثر جاذبية للسائح الأمريكى والاتينى الذى يسافر آلاف الأميال كى يستمتع بهذا النوع من السياحة، يفضل عمل تسويق لمنطقة سانت كاترين ضمن برامج مشتركة بين مصر والأردن وفلسطين، باعتبارها مزاراً دينياً. فتنظيم مؤتمر دولى لاتحاد قطاع سياحة المغامرة سوف يلفت أنظار العالم لمصر كمقصد سياحى عالمى لسياحة المغامرات، مما يساهم فى تنشيط السياحة الدينية والثقافية والبيئية، ولابد من تقليل القيود الأمنية التى تحد من انطلاق سياحة المغامرة.